يقول أحمد باي بعد عودته من ألمانيا إنه تلقّى عروضا من كندا وفرنسا وإسبانيا وسرق منه الإيطاليون أحد اختراعاته وآخر عرض تقدّم به الألمان صائفة هذا العام حينما سمعوا عن أهم إنجازاته عبر الصحف، ولكنه -يقول الجزائري أحمد باي- رفض غالبية العروض لسبب وجيه، هو أن أصحابها أرادوا من أعمالي أن تحمل أسماء بلدانهم، 16 اختراعا بحوزته الآن في حالة عدم الأخذ بها من قبل أصحاب القرار فإنها لا محالة ستضيع، وهي كلها اختراعات يصفها بالمتقدمة تقنيا وتحافظ على الوسط البيئي بأقل التكاليف ويمكن أن توفّر يدا عاملة واسعة، كما أنّ المواد الأولية موجودة بالجزائر، وهي إبداعات تصبُّ في تحويل الحرارة والصناعة الطبية. بعد عودته من ألمانيا صائفة هذا العام فيما المفاوضات لا تزال قائمة، يقول أحمد باي، المتخصص في التسخين الحراري خاصة الذي يحمل في سجلّه أكثر من 16 اختراعا في هذا التخصص إلى جانب تخصص آخر مرتبط بتقنية جديدة في غرس العشب الطبيعي، بأن جيل المكيّفات الهوائية المسوَّقة حاليا في السوقين الوطنية والعالمية غير مطابقة للمواصفات العلمية التي تحمي صحة الإنسان والمحيط البيئي، ولديه إبداع جديد في هذا المضمار سيمكن في حال اعتماده وتطبيقه بشكل موسّع أن يكون جيلا جديدا تتطابق فيه كل المواصفات العلمية لحماية الإنسان والبيئة في آن واحد، بل ويمكن الاقتصاد في إنجازه. ويضيف أحمد باي أن هذه المكيّفات تمتاز بخاصية إنعاش الجو المزدوجة بمعنى، تلطّف الجو من جهة وتنعشه برائحة طيبة وفوق كل هذا تعمل مادة خاصة طبية على قتل أصناف معينة من الجراثيم التي يحملها الهواء، كما تحفظ هذه المكيّفات درجة حرارة البيت والقاعات العلاجية مثلا لفترة تزيد عن ال 08 ساعات دون ارتفاع فيها شريطة عدم فتح النوافذ والأبواب، كما يمكن استعمال تقنية الطاقة الشمسية كمولد لها. أما بشأن المسخّنات الحرارية التي تستعمل في الحمامات، فيشرحها أحمد باي بأنها مزدوجة الوظيفة في مبدئها القاعدي، من جهة تسخّن الماء ومن جهة أخرى ترفع من درجة حرارة المكان، ثانيا مبدؤها الوظيفي يمكن الاستفادة منه في زاوية حجم الآلة ذاته مع استغلال للمواد المصنّعة لها محليا دون نسيان أهم جانب فيزيائي محض، وهو قدرة هذه المسخّنات على تسخين كميات كبيرة من الماء في زمن قصير، مع العلم أن حجمها سيكون أصغر من الكمية التي تمر عبر أنابيبها، كما يُمكن للمواطن البسيط استعمال مسخّنات فردية بأسعار معقولة، شأنها شأن المكيّفات الصحية. وينتقل أحمد باي إلى ميدان الفلاحة، حيث يعرض فكرته في زراعة العشب الطبيعي والتي يصف نتائجها بالهامة على الاقتصاد الوطني، يشرح المخترع الجزائري فكرته التي عمل على تطويرها في ظرف عامين مع مهندس في التخصص بجامعة البليدة، موضحا أنه يمكن بناء على النتائج المتوصل إليها، زراعة العشب الطبيعي في مساحات غير الأرض، أي في مشاتل صناعية خاصة، حيث ينمو العشب في مدة 45 يوما ويصبح صالحا للتسويق والاستغلال، إذ يُقطَّع في شكل قطع مربعة ويوضع في الملاعب أو في مساحات خاصة، الحدائق العامة والفضاءات المنتشرة أمام المنازل، كما يمكن استعمال الحشائش المقطّعة في فترة النمو علفا للماشية، ميزة أخرى يتميز بها وهي أن عملية غرسه غير مكلفة تماما. ويختم أحمد باي كلامه بالحديث عن إنجازه لأول حمام عربي بلمسات جزائرية محضة بفرانكفورت في ألمانيا، يتسع ل 16 سريرا مزودا بنظام أمني متطور، وهو يعمل الآن ويشرف عليه أحد الجزائريين المغتربين بألمانيا. ويعلّق ابن مدينة الورود أن أهم شيء تفتقده الجزائر هو مركز أبحاث يجمع كل الإبداعات والمبدعين في كل المجالات، أين تقام البحوث وتنجز التصاميم ثم تطبق في المصانع والورشات، حتى تضمن مثل هذه المراكز حقوق البلد الذي ينتمون إليه، ومن جهة أخرى تحافظ على الأدمغة من الهجرة والهروب إلى بلدان أخرى. فيصل هارون