"لن تنتهي العملية التي أطلقتها الحماية المدنية للبحث عن ثعبان المحمدية، إلا إذا قررت السلطات المحلية ذلك".. هذا التأكيد حصلنا عليه من الناطق الرسمي باسم الحماية المدينة، الذي أكد أن رجال العقيد لهبيري الذين لازالوا يترددون على مكان "وجود" الثعبان إلى يومنا هذا، من أجل ضمان مناوبة تحمي المواطنين من أي خطر محتمل، لن يتنحوا من هناك إلا بعدما يقرر الوالي المنتدب للدار البيضاء إنهاء العملية، بعدما أشرف بنفسه على انطلاقها يوم 13 نوفمبر الماضي. هذا رأي رسمي في الموضوع، أما ما يقوله المواطنون وعلى رأسهم سكان حي 618 مسكن، فهو أن معظمهم فعلا، "تعبوا من هذه القصة" التي حوّلت حيهم من حي هادئ مطمئن إلى قبلة للزوار والفضوليين، جلبهم تواجد رجال الحماية المدنية بالمكان من كل حدب وصوب، وأصبح حديثهم فيها متصاعدا دائما نحو تضخيم قصة الثعبان حتى تعدت حدود الواقع إلى الخيال، مثل تلك العجوز التي صادفتها على عتبة العمارة رقم 11 ذات صباح ولم تكن من أهل الحي لتسألني "أين المكان الذي وجدوا فيه الثعبان؟؟". الغريب أن بعض السكان، خاصة القريبين جدا من مكان "الثعبان"، وبعد أن أقنعوا أنفسهم بأن الثعبان موجود، بل وبلّغوا السلطات بذلك، أصبحوا أنفسهم يتشبثون بشهادة رجال الحماية المدنية الذين أكدوا أول يوم من العملية أنهم ضبطوا الثعبان بالقبو، وقد سجل أحد السكان في الجوار حديثا خاصا بين مسؤول في الحماية المدنية وأحد السكان، الذين اشتهروا في الحي بصلتهم المباشرة بالقصة وكأنه "الناطق الرسمي باسم الثعبان"، وهو يحاوره بصوت منخفض "من منكم رأى الثعبان حقيقة؟"، وكان هذا الكلام في الأسبوع الثالث للقصة، مما يعني أن لا شيء كان واضحا حتى بعد استغراق القصة لكل هذا الوقت. إحدى الأمهات في عمارة مجاورة قالت "إبنتي تلميذة في السنة الأولى وهي تلعب في حديقة العمارة مع صديقاتها بصفة منتظمة قبل حادثة الثعبان وبعده، ولو كان في الأمر خطر أو تأكدت ولو 1 % بأن الثعبان حقيقي لمنعت ابنتي من التردد على المكان، ولا أظن أن شخصا، رجل أو امرأة، ينفي خوفه من الثعبان، خاصة بالمواصفات التي قيلت...". شهادة هذه الأم تحسب ضد من ادعوا بوجود ثعبان "عملاق" بمواصفات ثعابين الأدغال والمناطق الاستوائية في مكان حضري وسط تجمع سكاني، وقد دفعتنا هذه الشهادة للاستفسار لدى مسؤول الحماية المدنية المناوب عن سر إعطاء كل هذه الأهمية لقصة يمكن أن تنتهي ب "لا حدث"، فرد قائلا "هذه مهمتنا وما دام هناك شعور بالخطر، فنحن سنظل في حماية المواطن والممتلكات". ولمزيد من التوضيح لمهمة الحماية المدنية ذكر لنا المسؤول قصة تلك العائلة التي أبلغت عن فقدها ابنها بعرض البحر بعدما كان مرشحا للهجرة السرية، وقد أمضى غطاسو الحماية المدنية 3 أيام بلياليها بحثا عن "الحراڤ"، بينما كان هو يتمتع بالصحة والعافية هناك في إيطاليا، وقد اعتذرت العائلة عن بلاغها بعد ذلك. أما المشهد العام بالحي بعد 3 أسابيع كاملة عن بداية القصة، فهو حياة عادية يزينها وجود رجال الحماية المدنية الذين كونوا لهم صداقات بالحي من كثرة ما يظلون هناك يتبادلون أطراف الحديث مع السكان دون أن يقوموا بأي عمل في الأسبوعين الأخيرين. غنية قمراوي: [email protected]