يومان من المحاولة في استخراجه حيّا ووسط جو من السوسبنس تواصلت نهار أمس العملية التي أطلقتها الحماية المدنية للبحث عن "الثعبان العملاق" ببلدية المحمدية بالعاصمة وسط أجواء من التوتر والترقب سادت جميع سكان الحي وحتى المواطنين الذين علموا بالحادثة عن طريق وسائل الإعلام. فزيادة على الفرق المناوبة للأمن الوطني والحماية المدنية التي رابضت بالمكان طيلة ليلة أمس الأول، بدأت التعزيزات تصل حي 618 مسكن بالعاصمة مع الساعات الأولى للنهار، إلى أن أقفل الحي عن آخره في حدود الساعة العاشرة صباحا، وقد وجدت عناصر الأمن صعوبة كبيرة في التعامل مع الوضع بسبب الأعداد الهائلة من المواطنين الذين قدموا للحي من كل حدب وصوب، بل أن كثيرا من أطفال المدارس المجاورة لمكان وجود الثعبان لم يلتحقوا بمدارسهم، لمعايشة عملية القبض على هذا الوحش الذي أصبح خلال 24 ساعة أشهر من "الغول" في أحجيات الجدات. وإذا كان طبيعيا أن تستهوي مثل هذه القصص الأطفال، فإن الكبار والبالغين لم يحرموا أنفسهم من مغامرة مشاهدة الثعبان على المباشر، وامتلأ الحي إلى درجة لم تنفع لا أشرطة الأمن المحددة للمكان ولا حتى الوجود الفعلي لعناصر الأمن والدرك الوطني الذين انضموا للعملية في ثاني يوم لها. وبالنسبة للحماية المدنية فقد نقصت العناصر والمعدات عن اليوم الأول بسبب أنه قد تم تحديد "الخطر"، كما ان سد المنافذ والفراغات والحفر التي استحدثت بالإسمنت والآجر قد جعل المكان آمنا من كل خطر، على السكان والفضوليين على أمر سواء، لكن ما أعطى للموقف صفة السوسبنس والإثارة في هذا اليوم هو استقدام حافلة ضخمة معبأة بالغاز الصناعي من أجل خنق الثعبان بالغاز في حال ما يستحيل القبض عليه حيا حسب خطة الحماية المدنية. ورغم زيارة المسؤولين والسلطات والمدير العام للحماية المدنية للمكان للإطلاع على سير العملية، إلا أن الأمور ظلت على ما هي عليه إلى غاية الساعة الثالثة مساء أين أحضرت ثانية فرقة من المختصين من سيرك "الفلوريليجيو" الإيطالي للمساعدة في العملية، وعندما بدأت العمل تقاطر المواطنون على المكان وكأنهم يشهدون مباراة كرة قدم، خاصة وأن العملية تزامنت مع ساعة خروج تلاميذ المدارس فأصبح المكان عبارة عن سوق اختلط فيها الأطفال بالشباب والشيوخ، كما لوحظ في هذه الفترة تراخي حزام الأمن مما جعل الفضوليين يكادون يدخلون قبو العمارة رقم 11 المحصنة، لكن سرعان ما تدخل مسؤول فرقة السيرك ليطلب من الأمن التدخل، وفورا أخلي المكان من الفضوليين ولم يبق إلا عناصر الحماية المدنية والسيرك. وبعد محاولات عديدة طالت في الزمن لم يتمكن المتدخلون من العثور على الثعبان، الذي قيل أنه محصن في الإنكسارات. وهدأت الأمور قليلا عند الساعة الخامسة أين أعطيت إشارة استعمال الغاز للقضاء على هذا الثعبان "الشبح". ويذكر أن سكان الحي عاشوا يومين من الفوضى والذعر والصخب بسبب آلات استخراج المياه ومولدات الكهرباء، إضافة إلى ضجيج الأطفال وحركة الفضوليين التي أضفت على الحي صورة من أفلام "هوليوود"، خاصة وأن الحي المذكور معروف بالراحة والطمأنينة. غنية قمراوي: [email protected]