عاش مساء أمس أنصار الخضر على الأعصاب وهم يرون المنتخب الوطني المشارك في المونديال الأخير يحقق نتيجة مخيبة للآمال بعد الهزيمة التي مني بها على يد منتخب نكرة في سماء الكرة الإفريقية ، وبقيت بالتالي أمال وأفراح الجزائريين مؤجلة إلى إشعار آخر، إلى حين يجد القائمين على شؤون المنتخب حلا للوضعية الصعبة التي بات الخضر يتخبطون فيها منذ عودتهم من جنوب افريقيا، وما تلاه منذ استقالة الناخب الوطني السابق «رابح سعدان» .
ملعب "بارثليمي بوغاندا" بإفريقيا الوسطى جمهور غفيرا جدا تنظيم متوسط طقس حار 30° التحكيم للثلاثي الأنغولي «هلدر مارتينز» بمساعدة «ايناصيو» و«ميغال لوفومبو» إلى جانب الحكم الرابع «انتونيو كاكصالا».
تشكيلة الخضر : رايس مبولحي ، مجيد بوقرة ، نذير بلحاج ، عنتر يحي ، كارل مجاني ، حسان يبدة ، مهدي لحسن ، جمال عبدون، جمال مصباح ، عبد القادر غزال ، رفيق جبور. المدرب :عبد الحق بن شيخة
الشوط الأول شوط كارثي وجميع اللاعبين خارج مجال التغطية
عرفت المرحلة الأولى من مباراة المنتخب الوطني ومنتخب إفريقيا الوسطى سيطرة كلية من رفقاء المهاجم ايلير الذين هددوا مرمى الحارس «رايس مبولحي» أكثر من مرة ولولا براعة هذا الأخير لانتهى الشوط الأول على الأقل بفوز منتخب إفريقيا الوسطى بهدفين وقد بدا كليا ضعف الخطوط الثلاثة وأيضا انهيار الدفاع وعدم التجانس بين المدافعين خاصة بين بوقرة وعنتر يحي وكذا مجاني، كما سجلنا اللعب العشوائي وتضييع كرات عديدة سمحت للمنافس بالسيطرة على وسط الميدان وشن وابل من الهجومات المعاكسة التي كان ينقصها فقط الفعالية والتركيز لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي الذي مر كأنه شهر على أعصاب الجزائريين نظرا للمستوى الضعيف الذي ظهر به لاعبو الخضر دون استثناء .
شريط الشوط الأول
د1 هجمة سريعة مباغتة لمنتخب إفريقيا الوسطى تصل إلى كايتا الذي كاد أن ينفرد ويسجل ولكن المدافع بلحاج بالمرصاد ليبعدها إلى ركنية التي لم تأتي بجديد . د3 هجمة للمنتخب الوطني ومن الجهة اليسار تصل الكرة إلى اللاعب مصباح الذي يفتح لكن دفاع إفريقيا الوسطى يتدخل ويخرج الكرة من منطقة العمليات . د9 هجمة أخرى للمنتخب الوطني بعد أن قطع الكرة من منتخب إفريقيا الوسطى ، الكرة تصل إلى جمال مصباح لكن نقص التركيز يسبب في تضيع الفرصة . د11 هجمة خطيرة لمنتخب إفريقيا الوسطى تبادل كروي بين اللاعبين الكرة تصل إلى المهاجم الخطير كايتا الذي يسدد تسديدة صاروخ إلى فوق القائم إلى خارج الملعب. د 13 هجمة منظمة لأشبال المدرب اكورسي تصل الكرة إلى اللاعب "دجيم" الذي يتوغل ويسدد وتصطدم بالدفاع الجزائري وتبعد إلى ركنية. د17 هجمة خطيرة لمنتخب إفريقيا الوسطى لكن وضعية التسلل أنقذت المنتخب الوطني من أول هدف . د 19 هجمة معاكسة للمنتخب الوطني من الجهة اليسار تصل إلى المدافع كارل مجاني يمررها إلى جمال مصباح الذي يسدد والحارس يصدها في أخر مطاف . د 31 هجمة عشوائية للمنتخب الوطني تصل إلى عبد القادر غزال يمررها إلى جمال عبدون المنطلق من الجهة اليسرى لكن المهاجم عبد القادر غزال وكالعادة خارج مجال التغطية ويضع فرصة سانحة لتسجيل. د36 هجمة خطيرة جدا لمنتخب إفريقيا الوسطى وتبادل كروي جميلة من مهاجمي إفريقيا الوسطى وانفراد وتسديدة قوة لولا تدخل الحارس مبولحي المتألق الذي وصد الكرة ببراعة لكان الهدف الأول. د40 هجمة خطيرة أخرى للمنتخب إفريقيا الوسطى واثر فتح تصل الكرة إلى كايتا الذي يسدد تسديدة صاروخية تمر بجانب القائم الأيمن إلى خارج الملعب.
الشوط الثاني إنها الطامة الكبرى والخضر في غرفة الإنعاش
أقل ما يقال عن الشوط الثاني هو أنه كان كارثي أكثر من الشوط الأول ورغم النصائح الكثيرة التي قدمها المدرب «بن شيخة» على خط التماس إلا أن الطامة الكبرى حدثت وتلقى المنتخب الوطني هدفين من أخطاء بدائية لا يرتكبها حتى لاعبي البراعم والأهداف يتحملها كل من المدافعين والحارس «رايس مبولحي» وهذه النتيجة المخزية فإن الخضر دخلوا بالفعل إلى غرفة الانتعاش ومن الصعب تحقيق تأشيرة التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012 اللهم إلا إذا حدث المعجزة وفزنا بكل المباريات المتبقية .
شريط الشوط الثاني د 50 هجمة للمنتخب الوطني من الجهة اليمنى وعمل فردي من اللاعب جمال عبدون الذي يراوغ بطريقة رائعة لكن دفاع إفريقيا الوسطى يتدخل ويخرج الكرة . د 55 هجمة منظمة وخطيرة لمنتخب إفريقيا الوسطى وتبادل كروي جميل الكرة تصل إلى المهاجم نومي الذي يتوغل داخل منطقة الجزاء يراوغ الدفاع الهش لمنتخبنا ويسدد و لكن كرته تصطدم بأحد المدافعين وتخرج إلى ركنية لكن دون أي جديد. د68 المنتخب الوطني يرفع استفاقة نوعية ويشن هجومات في كل الاتجاهات ماعدا إطار مرمى حارس الخصم ولتنهي كلها بدون أي نتيجة . د 73 منتخب إفريقيا الوسطى يستعيد توازنه ويشن هجومات معاكسة أخرى أقلقت الدفاع الجزائري وأربكته أكثر من مرة ولولا الحظ وتسرع مهاجمي الخصم لكانت الكارثة وتلقت شباك الحارس مبولحي أكثر من هدف . د75هجمات منتخب إفريقيا الوسطى تتواصل وهشاشة الدفاع الجزائري كما تبين أن منتخب إفريقيا الوسطى كان بدنيا أفضل من المنتخب الوطني رغم أنه منتخب متواضع وكانت تنقصه اللمسة الأخيرة . د 82 هجمة معاكسة وسريعة من الجهة اليسرى يتمكن مهاجم إفريقيا الوسطى من فتح باب التسجيل وبطريقة جميلة إثر تسديدة قوية من خارج منطقة العمليات لم يحرك لها الحارس مبولحي ساكنا. د86 وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظر عودة الخضر من بعيد تمكن منتخب إفريقيا الوسطى من إضافة الهدف الثاني في وقت قاتل جدا قضى به على أحلام الخضر على الأقل من أجل تعديل النتيجة . لتنتهي المباراة بفوز مستحق لأشبال المدرب «أكورسي» بهدفين لصفر وعلامات استفهام كثيرة تطرح على مستوى لاعبي الخضر .
الخضر مطالبون بالتدارك
بعد هذه الهزيمة على المنتخب الوطني تدارك الموقف في المباريات الأربع المتبقية في التصفيات في مقدمتها المباراتين الساخنتين أمام الجار المغرب في الجولتين الثالثة والرابعة في 25 أو 26 أو 27 مارس في الجزائر و4 أو 5 جوان في المغرب. وبدا جليا تأثر الخضر بغياب 5 لاعبين أساسيين بسبب الإصابة وهم كريم زياني ورفيق حليش وكريم مطمور ورياض بودبوز وعدلان قديورة.
كيف لعب الخضر
الحارس مبولحي أداء أقل من متوسط : كان موفقا خلال الشوط الأول تصدى لكرات خطيرة وأنقذ شباكه من ثلاثة أهداف محققة لكن العكس كان خلال الشوط الثاني ولم يتصد لأي كرة والأغرب أن يتلقى هدفين من مسافة بعيدة على العموم أداؤه كان أقل من المستوى . المدافع عنتر يحي أداء ضعيف جدا : لم يقدم أي مستوى يليق به كنجم المنتخب الوطني وكان ظلا لنفسه طيلة فترات اللقاء وتسبب في أخطاء دفاعية وهو ما يؤكد نهاية مشواره مع الخضر . المدافع مجيد بوقرة أداء متوسط : أما عن المدافع بوقرة فهو الأخر لم يكن في يومه وظهر بمستوى متوسط له مسؤولية في الهدف الأول . المدافع كارل مجاني خارج الإطار: رغم أنها كانت له الفرصة في أول مشاركة له من اجل البروز وتأكيد أحقيته في تقمص ألوان الوطنية إلا أن المدافع كارل مجاني كان خارج الإطار وارتكب أخطاء كثيرة ولم يكن أي تجانس بينه وبين زميله بوقرة. المدافع نذير بلحاج الغائب الحاضر: منذ التحاقه بالسد القطري ومستوى المدافع بلحاج في تراجع مستمر وكان الحاضر الغائب خلال مباراة أمس وتحول من نقطة قوة للمنتخب إلى نقطة ضعف اعتمد عليها المنافس وسجل هدفين على جهته . اللاعب حسان يبدة ليس يبدة نابولي : لم يظهر لاعب نابولي الايطالي بالمستوى المعهودة والحرارة الكبيرة بل أكثر من ذلك كان زائدا داخل أرضية الميدان مما دفع المدرب بن شيخة من تغيره خلال الشوط الثاني .
اللاعب جمال عبدون لم يقدم الكثير: رغم الفنيات الكبير التي يمتلكها إلا أنه كان منعزلا ولم يعط أي إضافة سواء في وسط الميدان أي الهجوم وتأثر كثيرا بغياب المساندة وكل تحركات كانت فردية ودون أي جدوى.
اللاعب لحسن مدحي أداء متوسط : كان أداءه متوسطا ولم يظهر بمستواه الحقيقي كما اكتفى بوسط ميدان دفاعي واسترجع الكثير من الكرات لكن انعدام التنسيق بين وسط الميدان والهجوم اثر على دوره خلال المباراة.
اللاعب جمال مصباح الحرارة لا تكفي : رغم أنها المرة التي يلعب فيها أساسي مع الخضر إلا أن اللاعب جمال مصباح قدم مستوى لا باس به ولا يجب الحكم عليه في أول مباراة .
اللاعب عبد القادر غزال "ريمة لن تتخلى عن عادتها القديمة": لم يقدم أي شيء في المباراة ولم نسمع عنه إلا خلال وضعيات التسلل التي كان يقع فيها وخروجه كان في محله من طرف المدرب بن شيخة .
اللاعب رفيق جبور ماذا لعب مهاجم أم مدافع : لم نفهم أي منصب لعب فيه المهاجم جبور هل مهاجم أم مدافع حيث لم يشكل أي خطورة على دفاع منتخب إفريقيا الوسطى والأكثر من ذلك كان ظلا لنفسه .
اللاعب زياية غياب غير مفهوم :كان دخوله متأخرا وظهر متأثرا من الناحية النفسية .
اللاعب حاج عيسى البديل الأحسن : الكل أجمع على أن إشراكه لم يكن في الوقت المناسب وقد قام بعمل فردي لكن كان معزولا وسيكون له فرصة أخرى لتأكيد عودته .
ناصر مقيدش محلل الجزيرة الرياضية.. الخضر لم يكونوا في المستوى لا فنيا ولا تكتيكيا
قال محلل الجزيرة الرياضية الجزائري «ناصر مقيدش» أن المنتخب الوطني كان بعيدا عن الوجه الذي ظهر به في المونديال الأخير، ولم يكن في المستوى لا من الناحية الفنية ولا من الناحية التكتيكية ، ولم يقم بأي مبادرات تذكر لتحقيق نتيجة ايجابية ، ولم نجد معالم المنتخب الذي شارك في المونديال الإفريقي الأخير.
كمال قاسي السعيد: بهذا المستوى من الأفضل البقاء في البيوت
خلال تحليله لمباراة منتخب الوطني ونظيره منتخب إفريقيا الوسطى عبر قناة الجزيرة الرياضية فتح اللاعب الدولي السابق كمال قاسي السعيد النار على اللاعبين المحترفين أين اتهم البعض بالتقصير وعدم أحقيتهم في تقمص ألوان الوطنية كما عبر عن استياءه من المستوى وصرح أنه بهذا المستوى من الأفضل أين يبقى لاعبي الخضر في البيوت عدم مواصل التصفيات .
المعلق الجزائري لخضر بريش: "كوادر الخضر تأمروا على بن شيخة بسبب الانضباط "
أما المعلق الجزائري المعروف لخضر بريش فانه أكد أن هزيمة الخضر أمام منتخب افريقيا الوسطى مشكوك فيها خاصة وان كوادر المنتخب الجزائري لم يظهروا بالمستوى المطلوب وأضاف أن هناك مؤامرة على المدرب بن شيخة من قبل هؤلاء بسبب فرضه الانضباط وعدم التصرف كما يشاؤون مثل ما كان في عهد المدرب السابق رابح سعدان .
أصداء من المباراة.. أصداء من المباراة.. أصداء من المباراة..
حرارة كبيرة ورطوبة عالية
ما شدّ متابعي مباراة الخضر أمس هو درجة الحرارة المرتفعة التي ميزت مدينة «بانغي» التي احتضنت المباراة حيث بدا التعب على لاعبي المنتخب الوطني ، ولاحظا كيف أن اللاعبين كانوا في كل مرة ينتهزون توقف المباراة لشرب كميات من الماء للتغلب على التعب الذي نال منهم بمجرد انطلاق المباراة نتيجة لتأثير عاملي الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية.
أرضية الملعب لم تكن في المستوى
بدت أرضية الملعب الذي احتضن المباراة بعيدة عن المستوى ، ولم تسمح للاعبي الفريقين بتبادل الكرات بشكل جيد، ومعلوم أن الملاعب الإفريقية كثيرا ما تشكل صعوبات كبيرة للاعبين بسبب وضعيتها السيئة التي لم ترق لمثل هذه المباريات.
تهاطل الأمطار يقطع البث ويمنع وصول الصور..
خلال الشوط الثاني انقطعت إشارة البث ولم تعد تصل من المصدر، واضطرت القناة الناقلة إلى وقف البث عدة مرات ، بسبب تساقط الأمطار على أرضية الميدان.
أنصار منتخب إفريقيا الوسطى يغزون الملعب..
مباشرة بعد تسجيل الهدف الأول لمنتخب إفريقيا الوسطى غزت الجماهير أرضية الميدان ، وكادت الأمور تنفلت من يد المنظمين لولا تدخل عناصر الجيش الذين كانوا حاضرين لتأطير الأنصار والحفاظ على أمن اللاعبين.