شكلت الخسارة المتجددة للمنتخب الوطني على أضعف منتخبات القارة السمراء منتخب إفريقيا الوسطى صدمة عنيفة لأنصار “الخضر“ وقلبت شعبية نجوم المنتخب من النقيض إلى النقيض. النجوم الذين تعلق بهم 35 مليون جزائري وبعد أن كانوا يوصفون بالأبطال والمحاربين صاروا أشبه بالمهرجين في نظر الجمهور الذي عبر عن سخطه الشديد من التردي الذي وصل إليه المنتخب الأخضر. وجسد مشجعو “الخضر“ حالة الغضب من حال منتخبهم بصور مركبة وتعاليق ورسوم كاريكاتورية تداولت بقوة، فكانت المتنفس الوحيد لهم بعد أن كانت نفس الصور هي رسالتهم في السابق للتعبير على مدى امتنانهم وحبهم للاعبين بعد أن أهدوهم تأشيرة المونديال. حالة انقلاب حقيقية تجسدها هذه الصور التي نضعها بينكما والتي تجسد حال المنتخب أمس وحال شعبيته اليوم.من جنود ومحاربين إلى رسوم الكارتون وكان المشجعون الجزائريون قد أبدعوا في 2009 في إبداء تعلقهم بالمنتخب الوطني الذي صنع أفراحهم بتأهله التاريخي لنهائيات كأس العالم بشتى الوسائل، الأغاني، الجداريات والصور المركبة أيضا، كانت هذه الأخيرة ماركة مسجلة، فمن صور مركبة للاعبي المنتخب في شكل جنود المارينز أو أبطال سلسلة prison break وغيرها، تحول أبطال أم درمان لدمى كارتونية كما تظهره الصورة الموجودة أمامكم والتي تقدم لاعبينا على أنهم باتوا أشبه بأبطال رسوم الكارتون لا قيمة لهم على أرض الواقع بعد أن أصبح أضعف منتخبات القارة يهزمهم بالنتيجة والأداء. نتيجة لم تكن مفاجأة بالنسبة إلى الأخطبوط الشهير بول الذي اشتهر بتكهناته الصائبة خلال المونديال، حيث اختار هذا الأخير هذه المرة إفريقيا الوسطى على الجزائر في صورة مركبة ثانية، لأنه صار حتما واثقا من أن تدهور “الخضر“ في الأشهر الماضية كان سيجعل خسارتها أمام منتخب نكرة على الساحة الكروية أمرا واردا جدا. من صانعي أفراح الجزائر إلى راعين رسميين لمرض السكري وبعد أن كان المنتخب الوطني قبل عام هو صانع الأفراح وراسم البهجة والابتسامة على وجوه ملايين الجزائريين ومدعاة فخرهم والذي أنساهم مشاغلهم وهمومهم اليومية، بات هذا المنتخب مرادفا للضغط والتعصب والقلق والحيرة بعد المستوى المتدني جدا الذي وصل إليه، حيث لم يفز في أي مباراة رسمية منذ جانفي من العام الماضي. لتتوالى بعده الإخفاقات تلو الأخرى والتي كان آخرها الخسارة أمام إفريقيا الوسطى والتي رفعت الضغط الدموي للجزائريين كما توضحه الصورة المركبة الموضوعة أمامكم. فالمنتخب الجزائري بغزال وعبدون وجبور والبقية بات أشبه حسب صاحب الصورة بالراعي الرسمي لمرض الضغط الدموي، وكم هم كثر في الجزائر، وأكيد أن عددهم ارتفع بما شاهدوه من رداءة في المستوى والأداء الفردي والجماعي. مواقع على “الفايس بوك“ تعلن مقاطعتها للمنتخب وكان الصدى الكبير والشهرة التي كسبها المنتخب الوطني منذ تأهله الباهر لنهائيات المونديال قد تجسدا من خلال عشرات الصفحات على مواقع الفايس بوك العالمي للتعارف والتي أنجزت في سبيل دعم وتشجيع المنتخبات مثل معاك يا الخضرة، جزائريون مائة بالمائة، المنتخب الوطني الجزائري و1 2 3 فيفا لالجيري. هذه الأخيرة التي كانت ترصد كل ما يتعلق بالمنتخب وتهتم حتى بخصوصيات اللاعبين، انقلبت 180 درجة، داعية المنخرطين فيها لمقاطعة كل ما يتعلق بالمنتخب بداية من مباراة العاشر من أكتوبر الأخير بتهمة خيانة الألوان الوطنية، خاصة بعد رواج إشاعات تتحدث عن تساهل بعض لاعبي المنتخب في المباراة الأخيرة سواء لأنهم خشوا على أنفسهم من الإصابة وسبّقوا بالتالي مصلحتهم على مصلحة المنتخب أو بسبب ما ذكر بأنهم لم يكونوا على وفاق مع المدرب الجديد وسعوا للهزيمة للتخلص منه. صور “الخضر“ اختفت في المقاهي والساحات وتجسدت القطيعة التي حدثت والهوة التي اتسعت بين المشجعين الجزائريين والمنتخب ليس من خلال الصور المركبة والكاريكاتير، بل من مشاهد أخرى أهم وهي اختفاء صور “الخضر“ التي زينت لأشهر عديد المقاهي والمحلات والصالونات في مختلف أرجاء الوطن. ولقد كنا حاضرين على مشهد له أكثر من دلالة لما قام أحد العاملين في إحدى المقاهي بالعاصمة بنزع بوستير عملاق كان يتصدر واجهة محله بعد الخسارة المذلة التي عاد بها رفقاء عنتر يحيى من بانغي، والأكيد أن الترحيب والمزايا والحب الذي حظي به لاعبونا لن يستمر ولن يعود إلا بعودة النتائج الإيجابية التي طال انتظارها. 10-10-10.....وداعا يا منتخب من الصور المعبرة جدا عن حالة اليأس التي دبت في قلوب الجماهير الجزائرية العريضة صورة وجدناها على موقع التعارف العالمي الفايس بوك، والتي يلفت فيها صاحبها لتاريخ المباراة المهزلة أمام إفريقيا الوسطى والتي يتكرر فيها رقم عشرة ثلاث مرات(العاشر من الشهر العاشر لسنة ألفين وعشرة)، وكتب أمامها كلمة وداعا، معتبرا أن هذا التاريخ سيبقى محفورا في ذاكرته وذاكرة الكثيرين على أنه كان النهاية الحتمية لهذا المنتخب بعد أن عرف مشواره منحى تنازليا رهيبا، حوله من منتخب مونديالي كان المتتبعون يرشحونه حتى للمرور للدور الثاني من نهائيات كأس العالم، إلى منتخب مرشح للخروج من تصفيات أمم إفريقيا على يد منتخبات مغمورة جدا. تاريخ ال 10 من أكتوبر الماضي هو تاريخ طفح فيه كيل صاحب الصورة والملايين مثله من الذين ضاقوا ذرعا من إيجاد مبررات لإخفاقات كثيرة تراكمت صنعها رفقاء عنتر يحيى بخسائر مالاوي ومصر في أنغولا والخروج دون إحراز هدف في المونديال وهزيمة الغابون وتعثر تانزانيا وآخرها خسارة إفريقيا الوسطى. التاريخ هذا لابد حسب صاحب الصورة أن يؤشر على نهاية هذا المنتخب وضرورة بعث منتخب جديد قادر على فتح صفحة جديدة مشرقة للكرة الجزائرية. عبد القادر غزال “مازال” في المقدمة ونال عبد القادر غزال أو “مازال“ كما يحلو للأنصار تسميته، النصيب الأكبر من انتقادات الجماهير الجزائرية التي علقت مطولا على احتفاله في مباراة إفريقيا الوسطى الأخيرة بمرور عام كامل عن آخر أهدافه مع المنتخب والذي كان أمام منتخب رواندا بملعب تشاكر، هذا اللاعب فتح بشأنه بعض المشجعين عريضة إلى أحد المنتديات الكروية يطالبون فيها بشطبه من المنتخب. وقد ألهم أحد المشجعين إلى فكرة مميزة عندما ربط أداءه الضعيف مع المنتخب بومضة إشهارية شهيرة لأحد المشروبات الغازية والتي كانت تعرض على التلفزيون الجزائري خلال شهر رمضان الماضي، والصورة أمامكم ولا تستحق لأي تعليق. الشيخ بلحاج...من برشلونة إلى “الباراج“ وفي المقام الثاني يأتي لاعب السد القطري نذير بلحاج الذي تحول من اللاعب المحبوب الموهوب إلى اللاعب المغضوب عليه، وهذا بعد أن خيب الآمال الكبيرة التي كانت معقودة عليه في رؤيته ينشط في أكبر الدوريات الأوروبية واللعب لأكبر الأندية، ولأجله وضع الجزائريون صور مركبة له بألوان برشلونة وروما قبل أن يصدم أنصاره برؤيته في نادي السد القطري أو “الباراج“ كما يحلو للبعض تسميته، بعد أن سبّق أموال الخليج والجانب المالي على الطموح والجانب الرياضي. وجاء تردي مستواه في الفترة الأخيرة، خاصة في مباراة إفريقيا الوسطى، حيث كانت جهته اليسرى شارعا أمام هجمات أصحاب الأرض (وهو ما تعنيه الصورة المركبة) ليكون في نفس مقام غزال من اللاعبين الأضعف شعبية لدى الجمهور الجزائري الذي يعبر على اختيار بلحاج لدولارات شيوخ قطر بصورة مركبة تظهره يلعب بالعمامة والعقال الخليجي. حتى بن شيخة لم يسلم ورغم حداثة عهده بالمنتخب الأول الذي لم يعمل معه سوى أربعة أيام، إلا أن المدرب الجديد عبد الحق بن شيخة كان له نصيب وافر من انتقادات جانب كبير من الجماهير التي ترى بأن بطل تونس مع الإفريقي ليس مؤهلا بعد لتحمل مسؤولية الإشراف على منتخب يمثل 35 مليون جزائري، وعلى غرار اللاعبين انقلبت الآية على بن شيخة الذي تحول الترحيب به بعد تعيينه من صور مركبة له بلباس الجنرال في إشارة للصرامة التي اشتهر بها لصور أخرى تنتقده هذه المرة ومنها الكاريكاتير الذي نضعه أمامكم والذي يظهر مدرب المنتخب المحلي يطلب من المدرب السابق للخضر رابح سعدان العمل معه كمحلل على قناة كنال بلوس، ويرد عليه هذا الأخير بأن المدرب الذي يخسر بثنائية أمام إفريقيا الوسطى لا يستحق حتى العمل في كنال ألجيري. الجزائر ومصر أسدان مع بعض، نعامة مع الأفارقة والصور المركبة ورسوم الكاريكاتير كانت أيضا الرسالة التي استعملها موقع جول العالمي في نسخته العربية من أجل الحديث عن حالة المنتخبين الجزائري والمصري في التصفيات الإفريقية الجارية حاليا والتي يتذيل فيها المنتخبان مجموعتهما، في وقت كان صراع الجبابرة الذي جمعهما على تأشيرة المونديال الإفريقي الأخير محور حديث واهتمام الملايين عبر العالم. ووصف جول تغير حال المنتخبين بين التصفيات المونديالية والتصفيات الإفريقية بالأسدين مع بعض واللذين تحولا إلى نعامة في مواجهة الأفارقة بعد أن تلقيا هزائم تاريخية أمام أضعف منتخبات القارة إفريقيا الوسطى بالنسبة للجزائر ومنتخب النيجر بالنسبة لأبطال القارة. وقدم جول الرسم الكاريكاتيري الذي نضعه أمامكم والذي يبين التحول الكبير والسقوط الحر للمنتخبين .