شهدت العديد من الولاياتالشرقية والوسطى للوطن خلال ال48 ساعة الأخيرة حالة طوارئ بسبب الأمطار الطوفانية المتساقطة والتي أدت إلى غرق أحياء بأكملها فيما انقطعت حركة السير بالعديد من الطرقات التي غمرتها المياه، والتي تسببت في حدوث اختناقات على بعض المسارات مثلما عاشته ولاية بومرداس، وعدة محاور بالعاصمة إلى جانب بعض الولاياتالشرقية مثل الطارف وعنابة التي لم يشهد سكانها مثل هذا الاضطراب والكميات المتساقطة من الأمطار منذ عدة سنوات. وقد تسببت هذه الموجة في حدوث العديد من الانزلاقات جراء الأمطار الغزيرة المتساقطة طيلة اليومين الماضيين والتي وصلت كمياتها إلى أكثر من 60 مليمتر، وخلفت وفاة 18 شخصا وأكثر من 30 جريحا على مستوى مختلف طرقات الوطن حسب ما أفادت به المديرية العامة للحماية المدنية التي أكدت أن أعوانها تجندوا للتدخل في العديد من العمليات المستعجلة عبر مختلف نقاط الوطن سواء لإجلاء العائلات التي غمرت مياه الأمطار منازلها أو انتشال الجرحى من تحت الأسقف جراء انهيار مساكنهم القديمة، هذا وكانت مصالح الدرك الوطني قد سجلت أمس قطع العديد من الطرقات بسبب الأمطار الغزيرة المتساقطة خلال الساعات الأولى من صبيحة أمس على محور كل من الطريق السريع الرابط بين العاصمة وتيبازة وبالتحديد على مستوى المقاطعة الإدارية للشراقة بكل من بوشاوي واسطاوالي التي عاش سكان بعض أحيائها ذعرا حقيقيا إثر كميات الأمطار الهائلة التي تسربت إلى مساكنهم التي أجبروا على إخلائها، كما أدت الأمطار إلى غلق طريق أولاد فايت باتجاه الدويرة، طريق الشراقة باتجاه دالي إبراهيم الذي شهد انقطاعا طيلة صباح أمس أدى إلى تدخل عمال البلدية بمرافقة مصالح الأمن، وفي منطقة الرياح الكبرى بدالي إبراهيم تم إجلاء 4 عائلات غمرت المياه مساكنها، كما عاشت عائلات أخرى نفس المصير بتسالة المرجة التي اعتبرت من أكثر المناطق المنكوبة بفعل تراكم كميات هائلة من الأمطار داخل منازل السكان، وقد شلت حرك السير تقريبا أمس بالطريق المؤدي من العاصمة إلى بئر مراد رايس، وشهد الطريق الولائي رقم 38 الرابط ما بين الحراش وبئر خادم توقفا عن الحركة بسبب الفيضانات، ولم تسلم ولاية البليدة من هذا الاضطراب الجوي المصحوب بأمطار غزيرة والتي أدت إلى غلق الطريق الرابط بين بن خليل وبوفاريك. الولاياتالشرقية هي الأخرى لم تسلم من تغيرات الطقس وغضب الطبيعة بحيث عاشت كل من ولايات عنابة، الطارف وتبسة رعبا حقيقيا نتيجة الأمطار الطوفانية المتساقطة طيلة الأيام الأخيرة، والتي أدت إلى تشريد عائلات وغرق أحياء بأكملها، فيما سجلت خسائر مادية معتبرة سواء في الممتلكات الخاصة مثل السيارات الفردية والعمومية، مثلما حل بميناء الطارف الذي تضرر جراء التقلبات الجوية الأخيرة التي أدت إلى إغلاق مدرسة البسباس أمام تلاميذها نتيجة الأضرار التي لحقت بها، كما سجلت المديرية العامة للحماية المدنية خلال تدخلاتها أمس إجلاء 4 عائلات وامتصاص مياه الأمطار عن مساكنهم الكائنة بكل من حي الشهداء، بني عمار وسيدي قاصدي ببلدية بن مهيدي، وبعنابة سجل إصابة شخص نقل إلى جناح السرعة إلى مستشفى ابن رشد بعد انهيار جزئي لمسكنه القديم الكائن على مستوى شارع الفضة. رداءة الأحوال الجوية تسببت في من جهة أخرى في وفاة 18 شخصا جراء 13حادث سير في مدة 3 أيام الماضية، فيما سجل جرح 28 آخرين نقلوا إلى مختلف المستشفيات، في حين سجلت ولاية الوادي أكثر الحوادث خطورة بوفاة 5 أشخاص من بينهم طفلين تتراوح أعمارهم ما بين سنة وسنتين، بسبب اصطدام شاحنة بسيارة من النوع الخفيف على مستوى الطريق الوطني رقم 48.