نفى الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، «وحيد بوعبد الله»، أن تكون طائرات الأسطول الجوي قد أدرجت ضمن «القائمة السوداء» التي تعتمدها هيئة الطيران الجوّي الأوروبي، واعتبر أن كل ما قيل في هذا الشأن مُجرّد ادعاء، وجزم بنبرة فيها الكثير من التحدّي أنه «لم نكن ضمن هذه القائمة السوداء ولن نكون فيها أبدا». كشف المسؤول الأوّل على شركة الخطوط الجوية الجزائرية أن فرقة تفتيش تابعة للجنة الأوروبية ستصل اليوم إلى الجزائر في مهمة مراقبة بطلب من الشركة العمومية للطائرات المستغلة من طرف الجوية الجزائرية، وقال إن مُهمة هذه اللجنة ستشمل بالأساس عمليات المراقبة والتفتيش لكل ما له علاقة بمعايير السلامة والأمن الجوي المعتمدة في تقرير الاتحاد الأوروبي، مُوضّحا في هذا السياق أن الجوية الجزائرية قدمت ضمانات لهيئة الطيران المدني الأوروبي تؤكد فيها فعالية معايير السلامة والأمن التي تمتلكها الشركة. وفي ردّ واضح من «وحيد بوعبد الله» على التقارير الإعلامية التي جاء فيها بأن طائرات الأسطول الجزائري ستُمنع من التحليق في الأجواء الأوروبية، أورد أنّ الجزائر لم تُدرج إطلاقا ضمن «القائمة السوداء» التي تُعدّها لجنة السلامة والأمن الجوي الخاصة بشركات النقل الجوي المحظورة، مؤكدا في حصة «ضيف التحرير» للقناة الثالثة للإذاعة الوطنية بأن الطائرات الجزائرية لن تُمنع من التحليق واستغلال الأجواء الأوروبية «ولن تكون في هذه القائمة أبدا». وخلال عودته إلى تفاصيل جلسة الاستماع الأخيرة التي حضرها بحر الأسبوع الماضي ببروكسل مع لجنة السلامة والأمن الجوي التابعة للاتحاد الأوروبي بخصوص التقرير الأخير الصادر عن اللجنة، أكد «بوعبد الله» أن الوفد الجزائري تمكّن من إقناع رئاسة هذه الهيئة بفعالية معايير السلامة والأمن التي تمتلكها شركة الخطوط الجوية، كما أشار إلى أن اللقاء انتهى إلى قرار يقضي بالسماح لها بالتحليق بشكل عادي في الفضاء الأوروبي. وبموجب ذلك لم يتوان الرئيس المدير العام للجوية الجزائرية في الاعتراف بأن هذا القبول جاء بناء على ضمانات قدمتها الشركة الوطنية التي التزمت بتطبيق «مُخطط تصحيحي» يشمل، حسبه، كل الإجراءات الواجب اتخاذها في مجال الأمن الجوي، إلى جانب حديثه عن بعض الاختلالات المتصلة بمنافذ النجدة والحقائب، ونقائص أخرى مُرتبطة برخص التحليق غير المحرّرة باللغة الإنجليزية، مثلما هو متعارف عليه في أوروبا. وإذا كانت تصريحات «وحيد بوعبد الله» تتقاطع تماما مع الضمانات التي قدّمها الوزير الأوّل «أحمد أويحيى»، خلال ردّه على أسئلة نواب المجلس الشعبي الوطني في أعقاب عرضه بيان السياسة العامة للحكومة، فإنها كذلك بمثابة ردّ صريح على ما تداولته مُؤخرا وسائل إعلام فرنسية حول إمكانية إدراج الجزائر العام المقبل ضمن لائحة لجنة السلامة والأمن الجوي الخاصة بقائمة شركات النقل الجوي المحظورة والممنوعة من التحليق واستغلال الأجواء الأوروبية، واستندت في طرحها إلى المهلة الجديدة التي منحتها للجزائر لاستدراك كل ما تم تسجيله من نقائص في مجال الأخطار والأمن الجوي. وعلى صعيد تدعيم أسطول الجوية الجزائرية يُنتظر أن تصل طائرة ثالثة اليوم، إضافة إلى اثنتين استلمتهما الشركة قبل مدّة، ويتعلق الأمر بطائرة من نوع «بوينغ 737-800»، في انتظار أربع طائرات أخرى ستستلمها الشركة خلال السداسي الأول من عام 2011، مثلما أعلن «بوعبد الله» عن مشروع آخر لاقتناء طائرتين صحيتين للتخفيف على صندوق الضمان الاجتماعي الذي قال إنه يُعاني كثيرا في نقل المرضى للعلاج في الخارج، لكنه لم يُقدّم تفاصيل أكثر حول تاريخ استلامهما. وكشف الرئيس المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية بالمناسبة أنه سيتم تفكيك الأسطول القديم وبيعه على شكل قطع غيار قديمة، قبل نهاية العام الجاري، فيما سيتم بيع بعض الأعضاء مثل المحركات في المزاد العلني، بعد الإعلان عن المناقصة، حيث تتوقع الشركة مداخيل تُقارب 15 مليون دولار من هذه العملية.