الخبراء يتوقعون تفاقم أزمة «أوراسكوم» مع شركائها أكد وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال «موسى بن حمادي» أن موقف الجزائر بشأن الوحدة المحلية لشركة «أوراسكوم تليكوم هولدينغ» لم يتغير، وأن قرار رجل الأعمال المصري باللجوء إلى التحكيم الدولي لن يؤثر على صفقة تأميم «جازي». وصرح وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، بخصوص الرسالة التي وجهها رئيس مجلس الإدارة لشركة «أوراسكوم تيليكوم هولدينغ» «نجيب ساويرس» للحكومة على أنها تشكل تهديدا، وأن المجمع سيلجأ إلى التحكيم الدولي لإنهاء النزاع بشأن وحدة «جازي»، أكد «بن حمادي»، في رد رسمي عن موقف الجزائر في قضية تأميم الشركة، أنه لم ولن يتغير مهما قامت الشركة الأم بأي تصرفات أو لجوئها لأي جهة دولية، كون أن التشريع والقانون ينص بصريح العبارة في حق الحكومة لتأميم أي شركة تنوي بيع أصولها ومغادرة السوق الوطنية. من جهة أخرى أكد «ساويرس» بأن السعر المقبول لشراء «جازي»، يجب أن يتعدى 7.8 مليار دولار أمريكي، مشيرا إلى أنه لن يقبل بأي سعر تحدده الحكومة الجزائرية يقل عن السقف المحدد، وهو المبلغ الذي كانت شركة الاتصالات الجنوب إفريقية «أم. تي. أن» قد سعت إلى إتمام عملية استحواذها على بعض فروع «أوراسكوم تليكوم» القابضة، ومن ضمنها «جازى». وفي سياق متصل قال الرئيس التنفيذي لشركة "تلينور" النرويجية للاتصالات، إن الشركة تنتظر الخطوة التالية من جانب مجموعة "فيمبلكوم" الروسية في خطة شراء "أوراسكوم تيليكوم" مقابل مبلغ 6.6 مليار دولار أمريكي، كونها تمتلك حصة 3 بالمائة من أسهم الشركة الروسية، كما جدد شكوكه في صفقة "فيمبلكوم" لشراء "أوراسكوم" التي تواجهها عدة عراقيل، حيث طلبت "تلينور" توضيحات عن جوانب صفقة الاندماج وشروطها قبل صدور الموافقة النهائية لمجلس إدارة "فيمبلكوم"، وتوقع خبراء ماليون أن صفقة "ويدز" و"فيمبلكوم" دخلت في نفق مظلم بسبب عدم إتمام صفقة "جازي"، التي تمثل 25 بالمائة من إيرادات "أوراسكوم تليكوم"، متوقعين أنه في حالة تفهم شركة "فيمبلكوم" الروسية لموقف "أوراسكوم" فمن المتوقع إتمام الصفقة وخروج "جازي" من الحسابات، حيث سيتم ضمها بعد بيعها أو تأميمها للحكومة الجزائرية. وقال «محمد عبد الرؤوف» محلل فني بأسواق المال إن الديون المثقلة على عاتق "أوراسكوم" تدفعها للخروج من مأزق "جازي" لإتمام صفقة "ويدز"، حيث إن الشركة عليها استحقاقات مالية لعام 2013، مشيرا إلى أن "ساويرس" بدأ يطلق تصريحات متناقضة بين الحين والآخر، حيث شكك في إتمام صفقة "ويدز"، بينما في اليوم الثاني صرح بأنه سيتم إتمام الصفقة باستبعاد "جازي" وإدخالها في حساب الميزانيات الخاصة بشركة "ويدز"، معتبرا في السياق ذاته أن هذه التصريحات دليل على فشل صفقة "ويدز" ودخولها في منعطف خطير بعد تلميحات قام بها مسؤولي "فيلمبكوم" عن فشل صفقة "ويدز". واعتبر عدد من خبراء السوق أن «أوراسكوم تليكوم» أفقدت المُستثمرين كل ما يملكون بعد وصول خسائرهم نحو 80 بالمائة من محافظهم النقدية، نتيجة هبوط السعر، ووصولها إلى مستوى لم يصله منذ الأزمة العالمية عام 2008، كما أن السهم أصبح في حالة يرثى لها بعد أن فقد أكثر من 40 بالمائة من قيمته إثر تضارب التصريحات بين الحكومة الجزائرية، مسؤولي "فيمبلكوم"، و"ساويرس"، مما أدى إلى دخول السوق مرحلة عدم الاتزان والدخول في عمليات بيع عشوائية بصورة مكثفة، الجدير بالذكر أن سهم "أوراسكوم تليكوم" أحد الأسهم القيادية بالبورصة المصرية قد هوى خلال تعاملات أمس الأحد بأكثر من 2 بالمائة عند حدود 4.15 جنيه، كأدنى إغلاق له منذ مارس 2009، وبتداول 21 مليون سهم.