نشر موقع العربية نت التابع لقناة العربية مقالا بتاريخ 9 نوفمبر 2010 تحت عنوان "الساخرون الجدد" يثيرون حفيظة كتّاب كبار بمصر ويتهمونهم ب"الهذيان" حاول كاتب المقال من خلاله مناقشة ظاهرة الأدب الساخر العربي الحديث من خلال عدة كتاب وصفهم المقال بالساخرين الجدد وهو اصطلاح غير مفهوم المغزى فهل أن الساخرين الجدد ... هم على وزن المحافظين الجدد في أمريكا مثلا آم أنه يقصد كل من يكتب في الأدب الساخر حديثا؟ المقال تطرق بشكل سطحي للغاية إلى عدة كتب منها كتاب( مصر ليست أمي دي مرات أبويا )واعتبر أن هذه الشاكلة من الكتب هي ما يميز الأدب الساخر العربي الحديث واعتبرها الظاهرة الأهم على ساحة الأدب العربي عموما والتقى بعدد من الكتاب الذين لا يمتون لهذا اللون من الأدب تحديدا واستطلع رأيهم فيه حيث ساقوا له التهم ووصفوا كتابه بأنه عالة على الأدب العربي. دون أن أناقش ماهية الأدب الساخر أريد أن أقول إني وبصفتي احد كتاب الادب الساخر العربي الحديث اتفق مع كل من يقول ان اسلوب التهريج الذي يستعمله البعض لاستدرار الضحك من القارئ ليس ادبا وهو في احسن الاحوال مجرد نكت طويلة او مونولوجات مكتوبة لاتمت للادب بصلة حتى ولو كان مضمونها سياسيا او اقتصاديا وانا من الذين حاربوا هذا اللون من التهريج الادبي ورفضت مرارا وتكرار ان ينسب هذا اللقيط الى الادب الساخر المعروف حسبه ونسبه الى اقدم الايام وكتب الجاحظ خير دليل على ذلك .مايثير الحفيظة والغضب ان المقال تطرق الى هذه الكتب على انها تمثل الادب الساخر العربي وتصرف وكأن الادب الساخر العربي انقرض مع المرحوم الساخر الكبير محمود السعدني وان الساحة اصبحت خالية الا من المهرجين من اصحاب الكتاب اعلاه .مايؤخذ على المقال أيضا عدم سعي كاتبه للقاء اي كتاب ساخرين جادين على الساحة واكتفى بلقاء اديبين من كارهي الادب الساخر اللذين كالا التهم للادب الساخر طولا وعرضا .سؤالي هنا لكاتب المقال هو كم تعرف انت شخصيا عن الادب الساخر العربي الهادف الذي يعالج قضايا الامة من منظور خاص لاتكون نتيجته دوما ضحك القارئ بل احيانا كثيرة يجعله يترك الكتاب ودمعته على خده او مع ضحكة هستيرية هي اقرب لرقصة الطير المذبوح من الالم ؟ من من كتاب الادب الساخر المعاصرين العرب تعرف ولمن منهم قرأت ؟ ولم لم تستشهد باي من كتب الأدب الساخر الجادة والهادفة في مقالك ؟ ومن أعطاك الصلاحية أن تقرر أن الساحة العربية قد خلت من كتاب كبار في الأدب الساخر ؟ وهل يكون تقييم الطرب العربي الأصيل عبر الاستشهاد بأغاني شعبان عبد الرحيم مثلا ؟ أتمنى أن يعيد موقع العربية نت النظر في هذا المقال وان يكون محللوه أكثر شمولية وأكثر دقة لدى تحليل أي ظاهرة في الأدب العربي الحديث حتى لا يصبح الكاتب الساخر كما وصفوه مهرجا وظيفته إضحاك الناس بأي ثمن .