أنهى قيادي الحزب الاشتراكي الفرنسي، فرانسوا هولاند، مساء أمس، زيارته للجزائر بعقد لقاء مع رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، وآخر مع رئيس المجلس الشعبي الوطني، عبد العزيز زياري. غير أن أهم محطة في زيارته، تنقله إلى إقامة الرئيس الأسبق أحمد بن بلة، وتعاطيهما سويا حول ملف العلاقات بين الجزائروفرنسا. رغم أن برلماني الحزب الاشتراكي حرص، عند بدء الزيارة، على التأكيد بأنه غير مفوّض من حزبه للحديث باسمه وبأن لقاءاته خالية من أية خلفية مرتبطة بأي شيء يجري داخل فرنسا، فقد أخذت زيارته طابعا رسميا بالنظر لمناصب ووظائف ورمزية الأشخاص الذين التقى بهم ونوعية المواضيع التي طرقها معهم. وذكر بيان لمجلس الأمة أمس بعد لقاء بن صالح بهولاند، أنهما استعرضا العلاقات الجزائرية الفرنسية ''التي عرفت في الفترة الأخيرة حيوية، خاصة بعد توافد عدد من المسؤولين والسياسيين الفرنسيين على بلادنا''. وبحث بن صالح وهولاند ''دفع العلاقات البرلمانية بين البلدين إلى مستوى أفضل''. واتسعت مناقشة الملفات بين رئيس مجلس الأمة مع السكرتير الأول للحزب الاشتراكي الفرنسي سابقا، لتشمل قضايا الأمن والتنمية والسلم في حوض المتوسط، حسب بيان الغرفة البرلمانية الثانية. وزار فرانسوا هولاند، مساء أول أمس، الرئيس الأسبق أحمد بن بلة بإقامته في أعالي العاصمة. ووصف قيادي اليسار الفرنسي لقاءه بأول رئيس جزائري بعد الاستقلال ب''السابقة بالنسبة لرجل سياسي فرنسي''. أما بن بلة فصرّح لوسائل الإعلام الفرنسية التي رافقت هولاند خلال تنقلاته ''أتمنى إقامة علاقات حسنة مع فرنسا''. في نفس الموضوع قال رئيس مجلس منطقة لاكوريز (وسط فرنسا): ''العلاقة بين الجزائروفرنسا يجب أن نبنيها، فهي لا تخضع للارتجال لذلك ينبغي أن نتحلى بالصبر وأن نتعهد بتنميتها بقدر ما نستطيع''. وعبّر هولاند عن ''شعوره بعاطفة مفعمة وأنا ألتقي السيد بن بلة''. وأضاف: ''لقد فعل من أجل استقلال الجزائر، إنني أدرك ماذا يمثّل بالنسبة للجزائريين''. وقال بن بلة وهو يمزح مع ضيفه، أنه علّم الزعيم نيلسون مانديلا ورفيق دربه شي غي فارا، لعبة كرة القدم. ورافق هولاند في زيارته، شخصيتان مقربتان منه تنحدران من أصول جزائرية: عبد القادر عريف نائب أوروبي وفوزي لمداوي نائب رئيس مجلس منطقة أرجنتاي القريبة من باريس. وتحاشى هولاند أثناء رده على أسئلة الصحافة عندما التقى أمين عام الأفالان، عبد العزيز بلخادم، الخوض في مسألة ترشحه المحتمل لانتخابات الرئاسة 2012 الذي سيمر حتما عبر الانتخابات التمهيدية في حزبه. واستبعد أن تكون زيارته للجزائر بمثابة حملة مسبقة، وعبّر عن ذلك بقوله: ''لا أبحث عن دعم تحسبا ل2012 لأن الناخبين الذين أعوّل عليهم فرنسيون وليسوا جزائريين''.