جمعية «أنيس» تطلق حملة وطنية للتوعية والوقاية من «السيدا» بالسجون بادرت الجمعية الوطنية لمكافحة الأمراض المتنقلة عن طريق الجنس وترقية الصحة «أنيس» بالتعاون مع مديرية الصحة بالوسط العقابي لوزارة العدل ومصلحة التعاون والتنشيط الثقافي بالسفارة الفرنسية بالجزائر، بإطلاق حملة وطنية على مدى سنة كاملة للتوعية والوقاية حول فيروس «السيدا» بالمؤسسات العقابية. وتركز العملية التي استفاد منها في المرحلة الأولى 3500 محبوس بسجني "بوزعرورة" و"لعلاليق" بولاية عنابة، على أن تشمل في القريب العاجل كل من مراكز إعادة التربية بشرق البلاد، على تكوين متكامل للطواقم الطبية وشبه الطبية العاملة في الوسط العقابي والرفع من مستوى الوعي للنزلاء حول الصحة الجنسية، وتحمل هذه الحملة عدة أهداف أبرزها المتحدث في كلمة ألقاها أثناء انعقاد الورشة التكوينية التي احتضنتها قاعة المحاضرات بالمسرح الجهوي "عز الدين مجوبي"، على غرار تقليص خطر انتقال داء فقدان المناعة المكتسبة وتحسين الحصول على المعلومة الجيدة بالنسبة للجمهور المستهدف، وتعزيز الوقاية تجاه هذا الجمهور من أجل تغيير السلوك، إضافة إلى الرفع من إشراك المجتمع المدني في مكافحة هذا الداء، وتوفير العلاج والدعم للأفراد المصابين بالوباء. هذا وكشف أن القافلة التحسيسية ستجوب كافة المؤسسات العقابية بشرق البلاد طبقا للبرنامج المسطر من خلال توزيع الملصقات والمنشورات والتجهيزات الخاصة بالوقاية من هذا الداء، مع تخصيص ورشات إعلامية وجلسات تحسيسية جوارية فردية وجماعية، حيث أشركت جمعية "أنيس" في حملتها التي تدعمها الجمعية الفرنسية "صحة وساطة وتنمية" "أسماد"، فاعلين في مجال مكافحة الفيروس على الصعيد الدولي من خلال محاضرات ألقاها كل من السيد، "فرانسوا باس"، مسؤول المرصد الدولي للسجون والدكتور "رضا نويوات"، مدير مهمة السجون في المنظمة الدولية غير الحكومية "سيدا أكسيون"، وذكر منشطا الندوة التكوينية أن التقارير الطبية المقدمة تشير إلى "تراجع ملحوظ في عدد الإصابات المسجلة للعام الحالي 2010 في الجزائر التي وصفها تقرير منظمة الأممالمتحدة لمكافحة ''إتش آي في'' في 2010 المتعلق بتطور فيروس''إتش آي في'' بأنها من بين البلدان التي يعد المؤشر الوبائي بها منخفضا بفعل نوعية العمل الرقابي 100 بالمائة لعمليات التبرع بالدم". وشدد المحاضر "فرنسوا باس" على أن الجزائر رائدة في مكافحة الداء بمنطقة شمال إفريقيا داعيا إلى مزيد من التعاون بين وزارتي الصحة والعدل والفاعلين من المجتمع المدني لمكافحة الفيروس خاصة بالأماكن المغلقة مثل السجون مضيفا أن "الحواجز السياسية والثقافية الاجتماعية وتلك المتعلقة بنقص القدرات وعدم كفاية أنظمة الرصد، فضلاً عن بقايا الإحساس بالعار والخوف والإنكار إلى جانب الانخفاض الظاهري لمعدلات الانتشار. هي كلها عوامل تدفع باستمرار إجراءات الوقاية من الإيدز ورعاية المصابين به إلى مستوى منخفض من الأولويات، وهذا على الرغم من وجود بيئة مواتية لانتشار الفيروس نتيجة لعوامل عديدة، مثل معدلات الهجرة العالية وتزايد تعاطي المخدرات عن طريق الحقن والفقر وارتفاع معدلات البطالة ونسبة الشباب العالية إلى مجموع السكان، ويمكن أن يصبح تأخير إجراءات التدخل أمرا مدمرا على المستوى الاجتماعي ومكلفا على المستوى الاقتصادي، حتى إذا بقيت الإصابة محصورة إلى حد كبير بين الفئات المعرضة لمخاطر عالية"، من جهته قال الدكتور "رضا نويرات" أن "التحديات الرئيسية التي ينبغي التصدي لها هو حجم المعلومات عن معدل انتشار السيدا ومدى التعويل عليها، ويمكن لنظم المراقبة الضعيفة أن تغفل عن تفشي الوباء وسط الفئات المهمشة التي تواجه مخاطر عالية، فمن الضروري وجود رد فعل شامل لعدة قطاعات وللمجتمع بأسره ويغطي الوزارات ومختلف الهيئات ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص والمجتمعات المحلية من أجل تحسين نظم مراقبة الإيدز والحصول على بيانات دقيقة وحديثة عن نطاق المشكلة، وتحديد العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي قد تسهم في انتشار الوباء لكسر حاجز الصمت المحيط بالمرض". وتشير آخر الأرقام الرسمية إلى تسجيل ما لا يقل عن 600 حالة عدوى بفيروس السيدا في الجزائر خلال السنة الجارية، وبالتالي فإن هذه الحالات الجديدة ترفع العدد الرسمي المسجل منذ ظهور الوباء في الجزائر سنة 1985 إلى 4745 حامل فيروس و1118 مصابا بالداء، ورغم ذلك تبقى هذه الأرقام ''جد بعيدة عنا لواقع" حسب رئيس جمعية "أنيس".