تنوعت معروضات المشاركين في تظاهرة الصناعة التقليدية والحرف، والتي تزامن افتتاحها مع نهاية الأسبوع المنصرم على مستوى متحف «محمد بوضياف» بسوق أهراس لتشمل اللباس التقليدي والزرابي وإبداعات أنامل حرفيين في الطرز والأكلات الشعبية والنقش على الخشب وكذا صناعة الفخار، الحدادة الفنية، الخزف، الحلي والتحف الفنية. ووفي سياق متصل، أوضح مدير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقليدية بالولاية في تدخل له لدى افتتاح هذه التظاهرة التي يأتي تنظيمها بالتنسيق مع غرفة الصناعة التقليدية، أن هذه الأخيرة تعد عاملا اقتصاديا مهما وفعالا في خلق مناصب شغل والتي من شأنها أن تعمل على امتصاص معدل البطالة، زيادة على كونها في الأصل فضاء مفتوح ومجال واسع للإبداع واكتشاف مهارات جديدة ، وهي فوق هذا مجال مهم يضمن المحافظة على الموروث الثقافي التقليدي وخاصة تلك الحرف المهددة بالزوال بفعل ترك الأجيال الاهتمام بها. هذا كما أبدت سلطات الولاية التي أشرفت على إعطاء إشارة انطلاق هذه التظاهرة إعجابها بعينات من هذه المنتجات التقليدية والحلويات التي أبدعت فيها أنامل نساء من الولاية، واستوقف جناح الزرابي والأغطية خاصة زربية بلدية «الراقوبة» عددا من الزوار، بالنظر إلى ما تتميز به هذه الزربية من جودة عالية وجمالية فائقة التفنن، حيث تختار الناسجة الصوف بعناية فائقة وتحرص في الآن نفسه على أن تكون صباغتها متقنة، وهي الزربية التي تتميز كذلك بألوانها الكثيرة المنسجمة وتحمل رموزا ايجابية تعبر عن شخصية حرفية وحس فني ذواق، ومنها الخطوط المائلة، السلحفاة والمحراب. كما سمحت هذه التظاهرة التي عرفت مشاركة 35 عارضا وعارضة بالتعرف على تفنن حرفيات أبدعن في خياطة ألبسة تقليدية لا تزال مطلوبة بكثرة في المناسبات وخاصة في مواسم الأفراح والأعراس، وهي الألبسة التي تتخذ الشيء الكثير من مميزات التراث القسنطيني في هذا الجانب، من حيث التفصيل والطرز الذي توليه الحرفيات عناية فائقة على غرار تزيين الألبسة والأفرشة بأنواع زاهية مستعملة "الفتلة" و"المجبود"، وإلى جانب ذلك استحوذت الأكلات الشعبية والحلويات التقليدية على حيز هام من أجنحة هذا المعرض، لما يتميز به الطبخ بولاية سوق أهراس من تنوع في الأطباق والمذاق الذي ينفرد به، مازجا بين المحلي والأوراسي والقسنطيني وكذا التونسي، حيث فتحت الأطباق المعروضة خاصة بتنوع مكوناتها وتوابلها شهية الزوار الذين لا يترددوا في الاستفسار عن كيفية تحضير الطبق الرئيسي بالمنطقة «التليتلي»، «الملوخية» و«الرفيس»، وطرح عدد من الحرفيين بالمناسبة إشكالية ندرة مادتي الصوف والطين الذي يتم استيراده من ايطاليا وإسبانيا، فضلا عن انعدام فضاءات للتسويق، وهي الإشكالية التي قدمت بشأنها مديرية القطاع اقتراح يقضي بإنشاء فضاء بمنطقة «الحدادة»" الحدودية 40 كلم شرق سوق أهراس لرواج إنتاج المهارات العالية في هذا الميدان. وقصد تشجيع الحرفيين على تسويق منتجاتهم، قام مسؤولو قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وغرفة الحرف باقتناء أطباق وحلويات تقليدية تم عرضها من طرف إحدى الحرفيات لتقدم للحضور بمناسبة حفل اختتام هذه التظاهرة التي أجمع الكل على نجاحها.