حجزت مصالح الشرطة الحدودية بولاية سوق أهراس، قطعان من الخرفان والماعز من الجزائر كانت موجهة إلى تونس ثم إيطاليا، حيث يتم استغلال ألبانها في صناعة أجود أنواع الأجبان لتتم إعادته الى الجزائر بأثمان باهظة، مطبقين بذلك شعار منكم وإليكم، التي تزخر بثروة هائلة من المرجان المطلوب بكثرة من طرف السياح القادمين من أوروبا رغم سعره المرتفع. ونتيجة الحيطة والحذر لحراس الحدود بالولاية استطاعوا إحباط عدة محاولات واسترجاع كميات معتبرة من المرجان الأحمر، أما المواد الغذائية وتهريبها ومقايضتها، أصبح مألوف في هذه المناطق وشبه يومي، حيث يطلق عليهم اسم المهربين الصغار، في سياق موازي وصل شبح التهريب بالنسبة الى الحيوانات كالمواشي والأغنام إلى حيوان الضبع وتهريبه لاستعماله في السحر والشعوذة، المهربون بعد توقيفهم يبررون نشاطهم بأنهم فقراء وبطالين. كما أنه من العوامل التي ساعدت المهربين في تخريبهم للاقتصاد الوطني، وطيلة سنة كاملة هو أن مناطق ولاية سوق أهراس تعرف بطابعها الجبلي والغابي وبمنعرجاتها الصعبة، تتخللها الوديان على طول الشريط الحدودي، بالإضافة إلى أن سكان هذه المناطق في عزلة تامة أو بالأحرى سكان الضفتين بين الجزائروتونس والكثير منا يسمع بالفقر المدقع، وإذا كانت الإحصائيات الأخيرة بالنسبة للبطالة بسوق أهراس بلغت 18 بالمائة، حيث تفوق المعدل الوطني ب 10 بالمائة، ولهذا أصبح بالنسبة للمهربين كل من البطالين الشباب والكهول عاملين مهم لمساعدتهم في التهريب، ودروع تحميهم من هجمات حراس الحدود ومداهمتهم لهم، ولولا الجهود المبذولة من طرفهم مع رجال الجمارك والدرك الوطني لكانت الكارثة أكبر.