أبت نيران الاحتجاجات أن تنطفئ بولاية عنابة، حيث عاودت الاشتعال صبيحة يوم أمس بمنطقة "بن عمار" الواقعة ببلدية "سيدي عمار"، أين تصدى عناصر الشرطة لكم هائل من الحجارة التي تم رشقهم بها. إضافة إلى رشقهم بالقنابل المسيلة للدموع، مفرقين جموع المتظاهرين الذين كانوا يحاولون إضرام النار بمقر البلدية، كما تمكنوا من تنفيذ عمليات كسر للسيارات وممتلكات المواطنين، وكانت المواجهات الدامية التي اندلعت بوسط مدينة عنابة إلى غاية منتصف الليل من ليلة أول أمس قد أسفرت على إصابة 3 عناصر شرطة بجروح خطيرة، حيث لازالوا يتواجدون بالعناية المركزة بمستشفى "ابن رشد" الذي استقبل منذ نهار يوم الخميس الفارط، تاريخ اندلاع أولى شرارات المظاهرات الدامية قرابة 60 شخصا جريحا من ضمن مئات المتجمهرين عبر أحياء وسط بلدية عنابة، بحي "لارو روز"، "جبانة اليهود"، "برحال"، "السرول" وغيرها من أحياء بلديات الولاية. كما بلغ عدد السيارات التي تم تحطيمها 100 سيارة، إلى جانب تخريب شامل للأعمدة الكهربائية والممتلكات العمومية عبر محور غرب عنابة، وتفاديا لتجدد الاحتجاجات وأعمال الشغب بوسط عنابة، كان قد تم تعزيز كامل أحياء وسط عنابة بأعداد معتبرة من العناصر الأمنية التي أعطيت لها أوامر بصد كافة عمليات التخريب والسطو، علما أن عددا من الاعتقالات كان قد تم تنفيذها في حق الشبان المتجمهرين نهار أول أمس على خلفية قيام البعض منهم بعمليات سطو إلى جانب قيام آخرين بتكسير السيارات وواجهات المحلات، تجدر الإشارة إلى أن سلطات الولاية ممثلة في والي الولاية كان قد وجه نداء لأهالي المتظاهرين بتوعية أبنائهم وعدم القيام بالأعمال التخريبية التي سيتحمل المواطن البسيط تبعاتها.