تنحى الرئيس التونسي «زين العابدين بن علي» عن الرئاسة في تونس، وتولى رئيس الوزراء «محمد الغنوشي» إدارة دفة الحكم مؤقتا، وقال «الغنوشي» في بيان على شاشة التلفزيون التونسي، إنه تعذر على الرئيس القيام بمهامه وأنه يوكل إدارة دفة الحكم إلى رئيس الحكومة «ونظرا لذلك أتولى بداية من الآن ممارسة سلطات رئيس الجمهورية»، وطلب «الغنوشي» «من جميع الجهات التحلي بالروح الوطنية». في الوقت نفسه قالت مصادر مقربة من الحكومة إن «بن علي» قد غادر البلاد فعلا، وكانت السلطات التونسية أعلنت حالة الطوارئ في البلاد في وقت سابق أمس وذلك حسبما ورد في التلفزيون التونسي، وجاء ذلك عقب قرار الرئيس السابق «زين العابدين بن علي» إقالة الحكومة وتكليف «محمد الغنوشي» كرئيس لحكومة تصريف أعمال، وحل البرلمان وإعلان انتخابات مبكرة. في غضون ذلك، فرقت الشرطة التونسية مظاهرة شارك فيها الآلاف مرددين هتافات مطالبة الرئيس التونسي «زين العابدين بن علي» بالتنحي، وأطلقت الشرطة الغازات المسيلة للدموع على المتظاهرين الذين فروا في المناطق المحيطة بوزارة الداخلية. واحتشد خارج مقر وزارة الداخلية ما بين 6 و7 آلاف شخص، مرددين شعارات مطالبة برحيل «بن علي»، وتقول منظمات حقوق الإنسان إن أكثر من 60 شخصا قتلوا خلال أسابيع من الاضطرابات الاجتماعية التي شهدها البلد. وكان «بن علي» قد أعلن في وقت سابق إقالة الحكومة وحل البرلمان والدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة خلال ستة أشهر من الآن، كما تقرر إعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، وتشمل حالة الطوارئ، منع كل تجمع يفوق ثلاثة أشخاص بالطريق العام وبالساحات العامة، كما يمنع تجول الأشخاص والعربات من الساعة السادسة مساء إلى الساعة السادسة صباحا، ويمكن استعمال السلاح من طرف أعوان الأمن أو الجيش الوطني ضد كل شخص مشبوه فيه ولم يمتثل للأمر بالوقوف وحاول الفرار ولم يبق مجال لإجباره على الوقوف، كما تقرر إغلاق المجال الجوي التونسي أمام الملاحة الجوية وتولى الجيش السيطرة على مطار قرطاج الدولي في العاصمة. وفي سياق ذي صلة فتحت قوات الأمن النار على المتظاهرين الذين كانوا يحتجون ضد الفساد والبطالة وارتفاع أسعار المواد الغذائية. القرارات تأتي بعد أقل من 24 ساعة على خطاب وجهه «بن علي» وتعهد خلاله بإدخال حزمة من الإصلاحات تشمل حرية الإعلام، وكذلك التعهد بعدم خوض الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2014، وتواترت أنباء عن حدوث انشقاق داخل الحزب الحاكم، مما يثير مخاوف من انهيار النظام تماما دون وجود بديل جاهز لتولي السلطة. ونقل مصدر صحفي محاولة فرار أصهار الرئيس التونسي إلى فرنسا، ولكن قائد الطائرة الخاصة بهم رفض الإقلاع. وفي وقت سابق أطلقت عناصر من الشرطة النار في محيط وزارة الداخلية التونسية، وألقت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا منذ صباح أمس، في أضخم مسيرة أمام مقر وزارة الداخلية وسط الشارع الرئيسي للعاصمة «الحبيب بورقيبة». وذكرت مصادر محاولة اقتحام بعض الأشخاص لمقر وزارة الداخلية والبنك المركزي، كما نقل شهود عيانسماع صوت الرصاص في كل من «حي الخضراء» و«حمام الأنف». وذكرت مصادر طبية سقوط 13 قتيلا في تونس وضواحيها خلال مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن منذ خطاب التهدئة الذي ألقاه الرئيس «بن علي» مساء أول أمس.