يشتكي سكان بلدية «المعمورة» الواقعة في أقصى جنوب ولاية البويرة على بعد أزيد من 50 كلم من تعاظم حجم معاناتهم، فتحولت حياتهم إلى جحيم حقيقي لا يطاق، فيما أصبح سكان القرى المجاورة يغادرون أراضيهم بحثا عن بديل يضمن لهم العيش الكريم وحياة أفضل عن تلاك التي يحيونها اليوم. وتأتي في مقدمة المشاكل المطروحة من قبل هؤلاء النقص الواضح في التزود بقارورات غاز البوتان، وهو ما جعلها الحديث اليومي للعام الخاص، بعد أن وجدوا حيرة كبيرة في سبل ابتياعها من المناطق المجاورة لبلدية «سور الغزلان» التي تبعد عنهم بحوالي 17كلم، معتمدين في ذلك على وسائل نقل ثقيلة أو على "الدواب" متحملين مشقة الطريق في ظل غياب الغاز الطبيعي ووسائل النقل الجماعي، بالإضافة إلى مشكل غياب التهيئة واهتراء طرقات البلدية وهو ما يصعب عليهم في كل الأوقات التنقل إلى المناطق المجاورة ومنها «سور الغزلان»، «برج أخريص» و«سيدي عيسى» بولاية المسيلة، وذلك بفعل تحولها خلال الأيام الشتوية الماطرة إلى أوحال وبرك مائية وطين، في حي تتحول مع كل موسم صيفي إلى غبار متطاير هنا وهناك. وهي الوضعية السلبية التي حالت دون التحصيل العلمي الجيد لتلاميذ الطور الابتدائي على وجه الخصوص، وفي هذا الصدد سجل تراجع واضح في نتائجهم فيما راح آخرون يتخلون عن مقاعد الدراسة، فيما يشكل مجال الصحة العمومية انشغالا كبيرا بالنسبة لعموم المواطنين، حيث تقتصر خدمات المركز الصحي فقط على تقديم الحقن والإسعافات الأولية البسيطة من الساعة الثامنة صباحا إلى غاية الساعة الثانية بعد الزوال، وهو ما جعل الجميع يفضل بإمكانياته التوجه نحو وحدات مراكز الصحة الاستشفائية المتواجدة ببلدية «سور الغزلان» و«عين بسام» رغم أن ذلك يفرض عليهم تخصيص مصاريف إضافية لدفع أجرة النقل ل"الكلونديستان"، وذلك في ظل عدم توفر المركز على سيارة إسعاف، وانطلاقا مما تقدم يطالب سكان بلدية «المعمورة» البالغ عددهم أكثر من 7000 نسمة من سلطات الولاية الالتفاتة إلى هذه البلدية الفقيرة لإخراجها من العزلة والتطلع إلى توفير متطلبات العيش الكريم لمواطنيها.