تجد الأوساط الصهيونية أجهزتها في حرج بالغ إثر بسبب الفضيحة المخابراتية التي أثبتت فشلها في استقراء الوضع بمصر، وعدم توقع وصول نظام الرئيس المصري حسني مبارك إلى مرحلة الترنح من ضربات الموجات البشرية الهائلة التي تملأ شوارع مصر منذ أسبوع مطالبة برحيله. وقالت صحيفة معاريف بمقال نشر أمس إن لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست طلبت إجراء تحقيق حول الفشل المخابراتي، وتضارب المعلومات الذي يعيد للأذهان "يوم كابور" أي السادس من أكتوبر 1973 عندما فوجئت إسرائيل بزحف الجيش العربي وعبوره قناة السويس. وكان رئيس الاستخبارات العسكرية الصهيوني آمير ستارز قد قال أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع قبل أسبوع "ليس هناك خطر على استقرار الحكومة بمصر". أما صحيفة يديعوت أحرونوت دافعت عما سمي بالفشل المخابراتي، وقالت إن حسني مبارك نفسه لم يستطع أن يتوقع انقلاب الأمور عليه، وإن الدوائر الأمنية والاستخباراتية ليست معنية بتوقع الأحداث السياسية. وخصصت صحيفة هآرتس مساحة كبيرة للقلق الذي يسود إسرائيل على مستقبل العلاقات مع مصر ووضع إسرائيل بالمنطقة. ففي مقال للكاتب رون ليشيم يملؤه التشاؤم مما يحمله مستقبل مصر لإسرائيل؛ يقول إن أي لون سياسي سيأتي للواجهة سواء من اليمين أم اليسار سيكون معاديا لإسرائيل. ويقول الكاتب أيضا: عندما تنظم انتخابات حقيقية في مصر فإن مستقبل البلاد لن يقرره خريجو الجامعات بالقاهرة بل سيقرره سبعون مليون فلاح مصري، ومليون مصري آخر يعيشون بمدافن مدينة القاهرة. هؤلاء سيصوتون للإخوان المسلمين لأنه لا يوجد حزب ليبرالي يمكنه أن يحقق لهم التغير السريع الذي لطالما تاقت إليه الجماهير التي تعاني من نقص في الطحين ومياه الشرب والوظائف والإسكان. كما تخوف ليشيم من انتقال السلطة في مصر إلى الإسلاميين ليعيد التاريخ نفسه وتتكرر التجربة التركية، لا بل وحتى الإيرانية، وخلال سنوات سيصبح ذلك النظام الإسلامي مسيطرا على أفضل جيوش الشرق الأوسط تدريبا وتسليحا. رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو عقد ليلة الأحد إلى الاثنين اجتماعا مع كبار قادة المخابرات والاستخبارات لبحث الوضع في مصر، وصرح للصحفيين قبيل الاجتماع بأن إسرائيل "تراقب تطورات الوضع في مصر والمنطقة عن كثب".