ذكرت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أمس الثلاثاء إن وثائق دبلوماسية سرية نشرها موقع «ويكيليكس» كشفت أن نائب الرئيس المصري عمر سليمان هو مرشح إسرائيل المفضل لخلافة الرئيس حسني مبارك، وأنه حتى رحب في إحدى المرات بغزو إسرائيل لمنطقة فيلادلفيا عند الحدود المصرية مع قطاع غزة لمنع تهريب السلاح إلى القطاع الذي رأى أنه يجب أن يكون "جائعاً لا أن يموت من الجوع". وقالت الصحيفة إن الوثائق تظهر أن سليمان تحدث يومياً إلى الحكومة الإسرائيلية عبر خطّ ساخن سرّي في القاهرة، وقد صنف على أنه "مرشح إسرائيل المفضل" للرئاسة في محادثات بين مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين عام 2008. وتظهر الوثائق المسربة من السفارتين الأمريكيتين في تل أبيب والقاهرة التعاون الوثيق بين سليمان والولايات المتحدة وإسرائيل، واهتمام الدبلوماسيين بمعرفة الخليفة المحتمل لمبارك الذي تجاوز الثمانين من العمر. وفي عام 2008، أصبح سليمان الذي يترأس جهاز الاستخبارات نقطة الاتصال الأساسية بين إسرائيل والحكومة المصرية. وقال المستشار العالي المستوى في وزارة الدفاع الصهيونية ديفيد هاشام للسفارة الأمريكية في تل أبيب إن سليمان أثار انطباعاً جيداً لدى وفد يترأسه وزير الدفاع إيهود باراك، ولكن الوفد "صدم" من "مظهر مبارك المتقدم في السن وخطابه المتثاقل". وأوضحت الوثيقة التي تعود إلى عام 2008، إن هاشام "أثنى كثيراً على سليمان وقال إن خطاً ساخناً أنشئ بين وزارة الدفاع الصهيونية والاستخبارات العامة المصرية بات يستخدم يومياً". تل أبيب القاهرة.. خط ساخن ورجح هاشام أن يكون سليمان "رئيساً مؤقتاً عل الأقل في حال وفاة مبارك أو عجزه"، وجاء في الوثيقة "لا يوجد أدنى شك في أن إسرائيل ستكون مرتاحة كثيراً مع احتمال "وصول" عمر سليمان". وتشير إحدى الوثائق إلى أن سليمان اقترح بعد انتقادات تل أبيب لمصر لعجزها عن منع تهريب الأسلحة إلى غزة، أن ترسل إسرائيل قوات إلى منطقة الحدود المصرية في فيلادلفيا ل"وقف التهريب". وجاء في الوثيقة "في أقسى أوقات الإحباط، زعم "وزير الدفاع حسين" طنطاوي وسليمان أنه سيكون من المرحب به إعادة غزو الجيش الصهيوني لمنطقة فيلادلفيا، في حال رأى أن ذلك سيوقف التهريب". وتشير الوثائق إلى أن سليمان أراد "عزل" حماس كما رأى أنه يجب "أن تجوع غزة وليس أن تموت جوعاً". وقال للدبلوماسيين الأمريكيين "لدينا وقت قصير لتحقيق السلام، يجب أن تستيقظ في الصباح من دون أخبار عن الإرهاب والانفجارات والمزيد من الموت". يشار إلى أن الرئيس حسني مبارك عين سليمان في منصب نائب الرئيس بعد انطلاق التظاهرات الاحتجاجية في مصر قبل أكثر من أسبوعين للمطالبة بإسقاط النظام.