قالوا إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قرر تسوية وضعية الشباب الذين تزيد أعمارهم عن الثلاثين عاما والذين لم يؤدوا الخدمة العسكرية بعد. وقلنا إن ذلك الإجراء الذي اتخذه سيادة الرئيس ينم عن سياسة رشيدة ورؤية حكيمة تراهن على فئة الشباب كمحرك أساسي وفعّال في دفع عملية البناء الحضاري قُدما. والرئيس أثبت من خلال ذلك وأكد للمرة الألف أنه على دراية كبيرة بمشاكل الشباب وأهم انشغالاتهم وتطلعاتهم. وتلك الخطوة الشجاعة؛ تأتي في إطار الإصلاحات الشاملة التي يقوم بها منذ اعتلائه سدة الحكم، كما تأتي كذلك ضمن حزمة الإجراءات الأخيرة التي اتخذها لاحتواء موجة الاحتجاجات التي عرفتها البلاد شهر جانفي الماضي. والرئيس من خلال ذلك كله أراد أن يقول للشباب «هاهي يدي ممدودة دائما وأنا تحت تصرفكم وخدمتكم بشرط أن يكون الحوار الجاد هو اللغة الحضارية الوحيدة لإسماع المطالب». ومعلوم أن أية عملية بناء حضاري تستلزم وجود جو من الثقة المتبادلة بين الحاكم والمحكوم يكون الحوار أحد أهم دعائمها بعيدا كل البعد عن لغة العنف المعروفة نتائجها سلفا.. (إنها خطوة مهمة.. فلنواصل البناء إذن..يد واحدة لا تُصفّق).