قالوا إن الجزائر ستحتضن خلال الأيام القليلة المقبلة اجتماعا للهياكل المختصة بالاتحاد الإفريقي المكلفة بمكافحة ظاهرة «المرتزقة» التي تعرف انتشارا واسعا في سياق النزاعات الإقليمية. وقلنا للخبراء الذين سيحضرون اجتماع الجزائر، إن ظاهرة المرتزقة التي كان يتم حصر ظهورها في نزاعات إقليمية مسلحة فقط، أصبحت اليوم أخطبوطا بأذرع تكاد تكون لا متناهية ممدودة في كل قطاع له القابلية للفساد.. فمثلا بات الحديث اليوم ممكنا عن مرتزقة في الجامعات وآخرين في المصانع وفي المستشفيات، وفي مواقف السيارات وفي حلبات الملاكمة وفي ميادين تعليم السياقة، وفي الأدب والمسرح، من دون أن ننسى الموانئ والمطارات؛ يعني مرتزقة «أرض، جو، بحر».. وسبب الانتشار والعدوى يعزى إلى أن تلك الظاهرة هي في الأصل وليدة فوضى، بل وليدة عدم يضرب كل موجود في صفر فتكون النتيجة غياب دولة القانون، والشفافية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية وظهور دولة الإقصاء الاجتماعي التي حازت شهادة الدكتوراه في طرد الكفاءات.. والحديث يطول في هذا الباب.. إن ظاهرة المرتزقة هي صورةٌ «عالم - ثالثية» بامتياز، ذلك لأنه يستحيل العثور عليها أو على أي شكل من أشكالها في الدول المتقدمة التي لا سلطان فيها يعلو على سلطان العلم، القانون، المساواة والحرية للجميع..(التخلف ينتج المرتزقة.. والتقدم ينتج الحضارة).