أنا في النهاية أقوم بدوري على أكمل وجه. إنني أعتمد مبدأ الأمان. فإذا لم أربح ما يمكن ربحه، فإنني على الأقل لا أخسر ما أملكه حتى الآن. وعليه فيقظتي المستمرة هي دليل تفوقي في الحفاظ على التوازن المطلوب لكسب الرضا عن النفس، كيف لا وقد مرت أشهر دون يتجرأ أحد على سرقة المنديل مني... كما أن زملائي أثبتوا، بما لا يدع مجالا للشك أنهم مغفلون، يتعرضون للاستدراج ولا يتعظون. إنهم واقعون تحت ذلك السحر الذي يمارسه عليهم المعلم. كان زملائي يرفعون أيديهم ويطلبون منه الكلام بعبارة: سيدي.. سيدي..".. وأنا لا أفهم لماذا يفعل زملائي هذا.. ولماذا يظل المعلم هادئا ولا يتجاوب مع حماسهم..!! هل من أحد عاقل يناضل ليخسر صفة الامتياز !! كلا.. لا أظن ذلك، فأنا في النهاية أقوم بدوري على أكمل وجه. إنني أعتمد مبدأ الأمان. فإذا لم أربح ما يمكن ربحه، فإنني على الأقل لا أخسر ما أملكه حتى الآن. وعليه فيقظتي المستمرة هي دليل تفوقي في الحفاظ على التوازن المطلوب لكسب الرضا عن النفس، كيف لا وقد مرت أشهر دون يتجرأ أحد على سرقة المنديل مني..!! - «بلقاسم» وين راهي سنتك؟ - !!... - هل تعلم أنك ذات يوم ستفقد منديلك.. ستفقده يا «بلقاسم» وتخسر كل شيء !!؟؟. يا للكارثة !! إن جميع ادعاءاتي إزاءه لم تكن باطلة، وتحاملي عليه لم يكن من فرط غيرتي منه، لتفوقه في المدرسة، بل كان حقيقة تأكدت يوم فقد سنه في مضغة لوبيا، ولم ينتبه. واليوم يفقد أهم شيء توصي به الأمهات أبناءهن، كما أوصتني أمي، فبذلت أقصى ما لدي للفوز بعدم خسارة المنديل، بينما خسره «بلقاسم» وهذا دليل على غياب حس اليقظة لديه. فهل تنفعه محاولاته المستمرة للحصول على إذن بالكلام من المعلم..!!