أبدى العديد من سكان بلدية «قدارة» الواقعة جنوب شرق بومرداس استياءهم وتذمرهم الشديدين، جراء تماطل السلطات المحلية –حسبهم- في التدخل لإعادة تهيئة مختلف أحياءهم التي تعرف اهتراءً كبيرا، بسبب انتشار البرك المائية والأوحال التي تعرقل السير فيها، مما خلف فوضى عارمة، وجعل محدثينا يهددون بالدخول في حركة احتجاجية في حال بقاء الأوضاع على حالها. أكد عدد من الذين التقيناهم بعين المكان خلال جولتنا الاستطلاعية، أن العديد من أحيائهم تعرف وضعا مترديا نتيجة الاهتراء شبه الكلي للطرقات والأرصفة، فحتى الساحات يصعب المشي فيها، وأشار هؤلاء إلى أن الوضع يزداد تأزما مع حلول كل موسم شتوي، إذ أنه وبمجرد نزول أولى القطرات من المطر تتشكل البرك والأوحال، وهو ما يزيد من معاناتهم اليومية. وفي هذا الصدد، أفاد أحد القاطنين بحي «الشوبار» أن هذا الأخير يعرف حالة كارثية نتيجة تعرضه لاهتراء كبير في عدة أماكن، ما جعله يتحول إلى مصدر قلق لكل السكان، مضيفا أن أوضاعه تعرف التأزم بصورة أكبر خلال فصل الشتاء كلما تهاطلت كميات معتبرة من الأمطار، فوقتها يصعب عليهم التنقل بكل حرية، وذهب آخر إلى القول بأن تلك الأوحال كثيرا ما تتحول إلى غبار متطاير حين جفافها. هذا قد أبدى العديد من سكان البلدية استغرابهم من عدم أخذ السلطات المحلية مطالبهم محمل الجد، بالرغم من أنهم رفعوا شكاوي متكررة لهم، لكنها قوبلت باللامبالاة، في وقت ما تزال فيه مختلف الأحياء تشهد حالة من الإهمال والفوضى، وهو ما جعلهم يعيشون على الدوام حالة من الغصب والتذمر. وأشار هؤلاء في تصريحهم ل"الأيام" إلى أن السلطات المحلية لم تخصص القدر الكبير من المشاريع التنموية في إطار تهيئة الأحياء، خصوصا تلك المتعلقة بتعبيد بعض الطرقات والشوارع وتبليط الأرصفة، ما جعل جل الأحياء تغرق في برك ومستنقعات يستحيل المشي فيها والعبور فوقها. وفي ظل تردي أوضاع أحياء بلدية «قدارة» جنوب شرق بومرداس من سيء إلى أسوأ، أكد العديد من السكان أنهم لم يجدوا لحد اليوم أي تفسير للإهمال والتسيب الحاصل، وللامبالاة التي تنتهجها السلطات المحلية رغم العديد من الشكاوي التي رفعوها إليهم.