أبدى، العديد من سكان المدينةالجديدة، بتيزي وزو، استيائهم وتذمرهم الشديدين، من تماطل السلطات المحلية في إعادة تهيئة أحيائهم التي تعرف اهتراء شبه كلي بسبب انتشار الحفر والغبار، تسبب في فوضى عارمة، كما هددوا بشن حركة احتجاج واسعة للضغط على المسؤولين ودفعهم للتدخل وتسوية المشكل قبل حلول فصل الشتاء· أكد، المواطنون الذين التقيناهم بالمدينةالجديدة، خلال جولتنا الاستطلاعية، أن العديد من الأحياء تشهد وضعا مترديا نتيجة للإهتراء شبه الكلي للطرقات والأرصفة، وحتى الساحات العمومية، وأشاروا إلى أن الوضع يزداد تأزما، بصفة أكثر، في هذا الفصل حيث ينتشر الغبار بكثرة وفي كل مكان، فالوضع، حسبهم، أضحى مصدر قلق ومعاناة يومية حيث تسبب في انتشار مختلف الأمراض كالحساسية، وأمراض العيون وصعوبة التنفس، بسبب انتشار الغبار حتى داخل المنازل· وفي هذا الصدد، يقول المواطن (ك·فريد)، من حي جرجرة، ''هذا الحي يعرف وضعا كارثيا نتيجة تعرضه للإهتراء والتدهور، فقد أصبح مصدر قلق كل السكان، وتتأزم أوضاعه، بصفة أكثر، في هذا الفصل، بسبب الانتشار الكبير للغبار'' و يقول مواطن آخر، من حي محمد بوضياف ''أنظر، الغبار في كل مكان، ويدخل حتى إلى المنازل، بصراحة أصبحنا نعيش معاناة يومية''· وقد صادف تواجدنا بحي كريم بلقاسم، بالمدينةالجديدة، تصدع بعض قنوات مياه الشرب حيث تحولت الأتربة إلى أوحال وبرك مائية عرقلت سير المركبات والراجلين، على حد سواء· وقد أبدى، العديد من سكان المدينةالجديدة، استغرابهم الشديد من عدم أخذ السلطات المعنية، مطالبهم بجدية، بالرغم من أنهم رفعوا لها عدة شكاوى، فمطالبهم، حسب تأكيداتهم، قوبلت بلا مبالاة متناهية، وهذه الأحياء تبقى تعاني الإهمال والفوضى، الأمر الذي جعلهم يعيشون في حالة من الغضب والتذمر· وقد كشف هؤلاء المواطنين، في تصريحاتهم ل ''الجزائرنيوز'' أن السلطات المحلية لم تخصص الكثير من المشاريع التنموية في إطار تهيئة الأحياء، لا سيما في مجال تعبيد الطرقات والشوارع وتبليط الأرصفة التي شهدت، منذ ثلاث سنوات، أشغال ربط الأحياء بقنوات المياه والغاز الطبيعي· وفي نفس السياق، ذكر السكان أن التصدعات العديدة التي تشهدها قنوات مياه الشرب وقنوات الصرف الصحي في عدة نقاط، على مستوى طرق وأحياء المدينةالجديدة، ساهمت، بدورها، في تردي الحالة البيئية للمنطقة بسبب الروائح الكريهة المنبعثة منها· وإلى جانب ذلك، أكد سكان حي 450 مسكن أن حيهم، هو الآخر، يشهد إهمالا كبيرا نتيجة تدهور حالته، وفي هذا الصدد، يقول أحد المواطنين ''نحن نعيش حالة من القلق نتيجة انتشار الأتربة والأوساخ التي تنبعث منها روائح لا تحتمل، حيث تتحول هذه الأتربة بفعل تسرب المياه إلى أوحال تعرقل حركة الأشخاص والسيارات''، ويضيف المواطن (س·كريم) من حي صالح لوناشي، ''لقد تم حفر طرق هذا الحي، منذ حوالي سنتين، من طرف مؤسسة الجزائرية للمياه من أجل تصليح قنوات المياه، لكنها لم يرمم إلى يومنا هذا''· أما المواطن سفيان، فيقول ''حدثت انزلاقات متكررة للتربة في الجهة العلوية للطريق بهذا الحي في الشتاء المنصرم، وللأسف، السلطات المعنية لم تتدخل لإزالتها، فتحولت إلى أتربة تتطاير بكميات كبيرة في شكل الغبار''· وفي نفس الإطار، أشار سكان حي باسطوس، من جهتهم، إلى أن غياب التكفل الفعلي بانشغالاتهم، تسبب في تفاقم الوضع البيئي بالمدينةالجديدة· وأمام تردي أوضاع الأحياء لم يخف العديد من السكان أنهم لا يجدون أي تفسير لهذا الإهمال واللا مبالاة من طرف السلطات المحلية، بالرغم من العديد من الشكاوى التي رفعوها، وهذا ما دفع بأحد المواطنين للقول ''السلطات المحلية لم تتدخل لحل المشكل بالرغم من أننا رفعنا لهم شكاوى متكررة·· وهذا يدل على ممارسة سياسة التهميش واللامبالاة في حقنا''· وفي نفس السياق، يقول مواطن آخر، بلهجة غضب شديدة، ''المواطن أصبح معزولا حتى في أدنى المشاريع التنموية، فالمسؤولين المحليين لا يولون اهتماما لمعاناتنا، ويهتمون بنا، فقط، في المواعيد الانتخابية، لكسب مناصب سياسية'' ويقاطعه مواطن آخر حيث يقول ''المسؤولين المحليون أصبحوا يهتمون، فقط، بمصالحهم الخاصة ويتجاهلون المصالح العامة''· وما زاد من استياء هؤلاء السكان هو قيامهم، أكثر من مرة باحتجاجات خلال فصل الشتاء المنصرم بهدف الضغط على المسؤولين لإجبارهم على التدخل، إلا أن أضاع أحياء المدينةالجديدة تزداد تدهورا من يوم لآخر· وفي هذا الصدد، علمنا أن سكان حي 600 مسكن وحي كريم بلقاسم، شنوا حركة احتجاج عارمة خلال شهر جانفي المنصرم، للتنديد بالوضع الكارثي الذي آلت إليه أحياؤهم، ما دفع بالأمين العام لولاية تيزي وزو، كمال عباس، للإنتقال إلى عين المكان لمعاينة الوضع، وأكدوا أن وضع الحي بقي على حاله إلى يومنا هذا· ونظرا لتفاقم هذا الوضع، فإن سكان مختلف أحياء المدينةالجديدة يطالبون السلطات المحلية بالإلتفات لمعاناتهم والتدخل العاجل لتهيئة أحيائهم وتخليصها من الفوضى العارمة التي تعيشها قبل حلول فصل الشتاء، حيث تزداد الأوضاع تأزما، خصوصا وأن هذه المدينة تعتبر منطقة حضرية جديدة بالولاية، ويهددون بشن حركة احتجاج إذا لم يتدخل المسؤولون·