كأن الحجاب عليك ترابٌ.. وهذا النقاب على وجهك البربري ضبابٌ.. كأن خطاك وراءٌ.. ودفءَ المدارات في كفك الوتريِّ.. غرابٌ.. كأنك في .. شجر يحترقْ.. ولا ماءَ في الكهفِ.. لا موجَ في جسدي.. وحده.. ثلجك المرمريُ يسددني.. والطريق إليك.. سرابْ. +++ قلت: أمشي.. لعل الندى يرتدي قدمي.. ومشيتْ.. كان رملي بعيدا.. يلف الصدى.. وكانت سماك مبددةً.. والبياض الذي فيك صخرٌ.. وكفي.. هنا.. خشبٌ.. والمدى.. طحلبٌ.. والفيافي.. تضيقْ قلت: أبدأ من خطوة الله في الجمرِ.. عل السماء توجه لي شمسها.. ومشيتْ.. كان خلفي دمي.. والأمام.. يتيهُ.. وفي الجانبين رأيت الذي منك يمتد في العمقِ.. طفلا غريقْ قلت: أبدأ من وردة الرملٍ في.. عل راء الخليقة تنشرني باءَها.. فأدمر هذا الحجابْ.. ومشيتْ.. كان وجهي.. خريفا..
ورأسي .. خفيفا.. وكانت يداي على الصمت مرميتينِ.. ولا ماء في البحرِ.. لا شمس في.. ومشيتْ.. نهضت خطوة البدء في..فَزِعَه.. قابلتني المباني القديمةُ.. دارت رحاها على جثتي.. قطعت ساعديَّ.. وغطت مدايْ.. كان جسمي..رغيفا.. وخطوي.. رهيفا.. وكانت مسافات عينيك فجا.. عميقْ.. سعفة من نخيل الرياحِ.. وأغنية.. من قطا.. والدماء على شفتيَّ.. هنا.. طللٌ.. وحريقْ +++ أشهد الآن أن لا سماء سوى صدرك البابليِّ.. ولا أرض في الأفْق.. إلا يداكِ.. ولا فلْك في البحر.. إلا رذاذ خطاكِ..