افتتح الفيلم الوثائقي “الجزائر ديغول والقنبلة” فعاليالت “أيام الفيلم الملتزم” التي ستتواصل إلى غاية 5 ديسمبر المقبل بالعاصمة. ويكشف الفيلم الوثائقي “الجزائر ديغول والقنبلة” (52 دقيقة إنتاج 2010) لمخرجه الجزائري العربي بن شيحة شقا من أسرار تفجير أول قنبلة ذرية ببلدة الحمودية في صحراء رقان الجزائرية. الفيلم صورة ناطقة عن هذه الجريمة التي بلغت قوتها التفجيرية حدود 70 كيلوطنا أي أشد بأربع مرات ما شهدته قنبلة هيروشيما. وبالرغم تسببه في مقتل 24 ألف شخص فضلا عن آثاره الكارثية بيئيا وصحيا لاتزال فصول ومشاهد عديدة مما اصطلح عليه آنذاك “اليربوع الأزرق” دفينة رغم مرور أزيد من نصف قرن لذا اختار العربي بن شيحة الرجوع لما حدث في ذات ال 13 من فيفري 1960 عند الساعة السابعة وأربع دقائق صباحا بالتوقيت المحلي بلسان شهود أحياء وبما توفر من وثائق أرشيفية متناثرة. وينقل الفيلم عن الخبير الفرنسي “رولاند ديبورد” قوله أن بلاده نفذت اليربوع الأزرق رغم معارضة ثلاث قوى نووية (الولاياتالمتحدة الإتحاد السوفياتي وبريطانيا) بيد أن الرئيس الفرنسي شارل ديغول صمم على الذهاب إلى أبعد حد في مغامرته النووية مدفوعا بهلوسته لامتلاك القنبلة الذرية بأي ثمن وحجز مقعد في النادي الضيق للقوى النووية ولو على حساب أرواح الأبرياء. وذكر شهود عيان لازالوا أحياء أنه مند أول تفجير نووي لم يروا خيرا إذ تفاقمت الأمراض وكذا الوفيات دون أعراض مرضية معروفة كما تضمن الفيلم الوثائقي شهادات لوجوه تاريخية جزائرية على غرار رضا مالك ومحمد حربي اللذين لفتا إلى تعمد الجانب الفرنسي إخفاء كل الأرشيف المتعلق بفترة التجارب النووية بين 1960 و 1966 بما فيها التقارير الطبية حول الوضعية الصحية لضحايا التفجيرات. وفي تصريح صحفي على هامش العرض أفصح المخرج العربي بن شيحة أنه يطمح من خلال أفلامه لشرح بعض “الاختلالات” التاريخية والسياسية والاجتماعية التي قد تصبح أحداثا عادية إن لم يتم معالجتها وتسليط الضوء عليها. وبخصوص الفيلم الملتزم أوضح بن شيحة أنه فن فرض نفسه ويلعب دورا هاما في كشف بعض الميكانيزمات من مختلف المجالات وتفسيرها للرأي العام سيما منها الإقصاء الإجتماعي البيئة والمساواة بين الجنسين.