أشار الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، «عبد القادر مساهل»، إلى وجود توافق بين الجزائر وموريتانيا بخصوص التعامل مع مختلف التحدّيات الأمنية التي تواجهها المنطقة في السنوات الأخيرة خصوصا عقب الحراك الشعبي في كل من تونس وليبيا. في غضون ذلك سيزور الرئيس الموريتاني «محمد ولد عبد العزيز» بلادنا خلال الأيام المقبلة لتعزيز آليات التعاون المشترك في مكافحة الإرهاب. أبلغ الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية خلال زيارته التي أنهاها أمس إلى نواقشوط، الرئيس الموريتاني دعوة رسمية من رئيس الجمهورية، «عبد العزيز بوتفليقة»، من أجل زيارة الجزائر خلال الأيام القليلة المقبلة، وهو ما ردّ عليه «محمد ولد عبد العزيز» بالقبول بحسب ما أعلن عنه «مساهل» للصحافة في ختام محادثات جمعته مع الرجل الأوّل في موريتانيا. وكشف على إثر ذلك أن الرئيس الموريتاني سيقوم بزيارة «صداقة وعمل» للجزائر في الأيام القليلة القادمة، وهذه الزيارة الأولى من نوعها التي ستقود «ولد عبد العزيز» إلى بلادنا منذ تسلمه السلطة في شهر أوت 2008 بانقلاب على الرئيس المخلوع «سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله». ويبدو أن الزيارة ستركّز على كيفية التعامل مع انتشار الأسلحة الليبية وإمكانية وصولها إلى الجماعات الإرهابية الناشطة في الساحل الصحراوي، كما تمثّل مؤشرا على نجاح مساعي الجزائر في توحيد جهود دول المنطقة دون تدخل أجنبي وخاصة موريتانيا التي خضعت سابقا للضغوط الفرنسية. إلى ذلك سيطرت الملفات الأمنية على زيارة «عبد القادر مساهل» إلى موريتانيا على خلفية التطوّرات الحاصلة في المنطقة وتزايد تهديد تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» بسبب الفجوة الأمنية الناجمة عن الوضع في ليبيا. وصرّح الوزير المنتدب بأن هناك ضرورة لتعزيز التعاون والتشاور بين الجزائر وموريتانيا في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بمنطقة الساحل والصحراء. جاءت هذه التصريحات في ختام مباحثات أجراها الرئيس الموريتاني «محمد ولد عبد العزيز» مع «مساهل» بالقصر الرئاسي في نواكشوط، وتناولت بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين موضوع التعاون في مجال مواجهة تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». ونقلت وسائل إعلام موريتانية أمس أن هذه المباحثات تطرقت أيضا للأوضاع التي تعيشها المنطقة بعد التطورات الأخيرة. وتشهد العلاقات الموريتانية الجزائرية تحسنا ملحوظا في الآونة الأخيرة بعد التوتر الذي دخلته تلك العلاقات إثر الانقلاب الذي قاده «ولد عبد العزيز» في العام 2008. ويرى متتبعون أن من بين أبرز مؤشرات التحسّن بين البلدين في الفترة الأخيرة هو أن الجزائر كانت أحد أبرز الداعمين لترشح موريتانيا ونيلها عضوية مجلس الأمن في منظمة الأممالمتحدة. وأشارت تحليلات موريتانية بهذا الصدد إلى أن التنسيق والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب يبقى أحد أهم البنود على جدول أعمال التعاون بين البلدين، وخصّت بالذكر أن الجزائر كانت استضافت الأيام الماضية الرئيس المالي «آمادو توماني توري»، وتريد أن تستضيف في الأيام القادمة نظيره الموريتاني لتؤكد بذلك ريادتها الإقليمية لجهود مكافحة الإرهاب. وما يُحسب للجزائر أنها لا تريد أن تحتكر لنفسها كل الأدوار في المنطقة وهو ما يفسّر انضمام نواقشوط إلى جانبها، فقبل أيام دعمت موريتانيا للحصول على قيادة أركان دول الساحل والصحراء، وقدمت دعما ماليا يصل إلى أكثر من عشرة ملايين أورو لتنمية الأقاليم الشمالية والغربية من مالي وهي الأقاليم التي تعتبر معاقل آمنة لتنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي».