ترشح المغرب لعضوية مجلس الأمن أفقد موريتانيا المنصب أكد عبد القادر مساهل، الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، أن “هناك ضرورة لتعزيز التعاون والتشاور بين الجزائر وموريتانيا في مجال مكافحة “الإرهاب” والجريمة المنظمة بمنطقة الساحل والصحراء” حيث جاءت تلك التصريحات في ختام مشاورات أجراها الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، مع المسؤول الجزائري بالقصر الرئاسي في نواكشط، وتناولت بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين موضوع التعاون في مجال مواجهة تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. قال مساهل، أول أمس، عقب استقباله من طرف الرئيس الموريتاني “إن المشاورات مع ولد عبد العزيز تطرقت أيضا للأوضاع التي تعيشها المنطقة بعد التطورات الأخيرة، في إشارة واضحة إلى الأحداث التي شهدتها ليبيا في الشهور الماضية، والمخاوف من وصول أسلحة ليبية إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي”. وكشف الوزير الجزائري أن الرئيس الموريتاني سيقوم بزيارة “صداقة وعمل” للجزائر في الأيام القليلة القادمة بناء على دعوة من نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة سلمها مساهل للرئيس الموريتاني أول أمس. ومن المقرر أن يزور الرئيس الموريتاني في الأيام القليلة القادمة الجزائر في أول زيارة من نوعها إلى هذه الدولة المجاورة منذ تسلمه السلطة في موريتانيا في أوت 2008 خلفا للرئيس المخلوع سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله. وتشهد العلاقات الموريتانية الجزائرية تحسنا ملحوظا في الآونة الأخيرة بعد التوتر الذي عرفته تلك العلاقات إثر ما تمت “تسميته” في ذلك الوقت بالانقلاب الذي قاده ولد عبد العزيز في العام 2008، وهو “الانقلاب” الذي عارضته الجزائر بشدة وسعت لإفشاله عبر حشد الدعم الدبلوماسي والسياسي إفريقيا ودوليا لمناهضيه. ومقابل التحسن الذي تشهده العلاقات بين الجزائر وموريتانيا، تواجه تلك العلاقات قدرا من الفتور في محور موريتانيا المغرب بعد أن كانت المغرب إحدى الحاضنات القوية لنظام ولد عبد العزيز؛ حيث يقول مدير تحرير وكالة الأخبار المستقلة بموريتانيا والمتابع للعلاقات الموريتانية الجزائرية الهيبة ولد الشيخ سيداتي إن زيارة المسؤول الجزائري ومباحثاته، أول أمس، مع الرئيس الموريتاني تندرج في سياقات عدة من أهمها الحديث المتزايد والمرجح عن توتر في العلاقة مع المخزن المغربي. وأضاف أن هذا التوتر ارتفعت وتيرته بعد وقوف المغرب الشهر الماضي ضد وصول موريتانيا لعضوية مجلس الأمن وهو حلم موريتاني أوشك أن يتحقق لأول مرة لولا ترشح المغرب لهذا المنصب ودعمها وتصويتها لدولة بنين، مما أدى في النهاية لوأد الأمل الموريتاني. وأشار إلى أنه في مقابل التحرك المغربي الذي اعتبرته نواكشوط غير ودي كانت الجزائر أحد أبرز الداعمين لترشح موريتانيا ونيلها عضوية مجلس الأمن، وكان ذلك الحراك بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس في توتر العلاقات المغربية الموريتانية، وزادت بالمقابل من عمق وتحسن العلاقات على مستوى المحور الجزائري.