دعا المشاركون في الملتقى الدولي حول ''حوسبة المعجم العربي''، المندرج ضمن مشروع الذخيرة العربية، المنعقد بجامعة حسيبة بن بوعلي بأولاد فارس في الشلف، نهاية الأسبوع، إلى ضرورة الاعتناء بالمعجم الحاسوبي، وتذليل الصعوبات القائمة في وجه عصرنة آليات الذخيرة العربية. احتفى قسم اللغة والأدب العربي، ضمن الملتقى، بشخصية العالم اللساني الجزائري، البروفيسور عبدالرحمن الحاج صالح، صاحب النظرية الخليلية التي لقيت صدى واسعا في الوسط اللغوي العربي والأجنبي. وقد اختير البروفيسور الحاج صالح رئيسا شرفيا للجنة العلمية الاستشارية للملتقى، حيث سلط خلال مداخلته الضوء على فكرة الذخيرة القائمة على المسح الشامل لموروث اللغة العربية، من أقدم العصور إلى العصر الحاضر، بالاستفادة من آليات التطور التكنولوجي الحاسوبي الحديث، للوصول إلى إنجاز معجم عربي حاسوبي شامل مستخلص من متون المدونة اللغوية العربية. وجاء في ثنايا الملتقى أن مشروع الذخيرة، بإمكانه استيعاب الكثير من الحاجات اللغوية وتنشيط الدراسات اللغوية وإعطائها صبغة علمية شمولية، بالمساهمة في دراسة تطور معاني الكلمات عبر العصور، إلى جانب صياغة الجمل حسب الأغراض والموضوعات، ودراسة أساليب الكتاب في كل عصر، ورصد استعمال المصطلحات في العصر الحالي. وقد تراوحت المداخلات والنقاشات المفتوحة على مدار اليومين، حول البحث عن السبل العملية الكفيلة التي تمكن من تجسيد مشروع الذخيرة العربية، للوصول إلى برمجة نموذج صوري صحيح للمعالجة الآلية للغة العربية، وإيجاد حلول علمية لغوية وتقنية لمشاكل العلاج الآلي للغة العربية. وحاول الدكتور عمر محمد علي أبو نواس، أستاذ مساعد من الجامعة الألمانية الأردنية، الكشف عن الآليات المقترحة لبناء المعجم المفهرس، الذي سعى إلى توحيد المصطلح العربي، ونشره إلكترونيا وعلميا، بالاستفادة من مشروع الذخيرة العربية. وقد خلص الملتقى إلى العديد من التوصيات، على رأسها برمجة ندوات في شكل أيام دراسية تعكف على دراسة موضوع الذخيرة، إلى جانب الدعوة إلى فتح تخصص ماستر في اللسانيات الحاسوبية، وإنشاء مجلة متخصصة تعالج آخر الخبرات المنجزة في هذا الشأن.