تم أمس بالعاصمة التوقيع على عقد شراكة تكنولوجية بين مجمع “صيدال” ومخابر “نوفونورديسك” الدانماركية لصناعة مادة الأنسولين بجميع أنواعها بمصنع قسنطينة التابع للمجمع بقيمة 15 مليون أورو. ووقع على هذا العقد عن الجانب الجزائري الرئيس المدير العام لمجمع صيدال “بومدين درقاوي” وعن جانب مخابر “نوفونورديسك” الرئيس المدير العام للمخابر بالجزائر “جون بول ديجي” بحضور وزيري الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات “جمال ولد عباس” والصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار ” محمد بن مرادي“، وأوضح “درقاوي” بمناسبة التوقيع على هذا العقد أن هذا المشروع خرج إلى النور بعد 18 شهرا من التفاوض مع مخابر نوفورديسك واصفا الشراكة ب“المربحة” للطرفين حيث ستساهم – كما قال– في ضمان توفير مادة الانسولين بنفس النوعية التي تنتجها المخابر الدنماركية والتخفيض من فاتورة استيراد الأدوية وتغطية الاحتياجات الوطنية من هذه المادة والتي تصل إلى 5 ملايين قارورة. وأضاف الرئيس المدير العام للمجمع أن مصنع قسنطينة الذي لا يتوفر إلى حد الآن إلا 4 بالمائة من مادة الانسولين؛ أي ما يعادل 1.3مليون قارورة سيشرع في انتاج النوع الكلاسيكي كمرحلة أولى ثم الانتقال إلى الانواع الأخرى في شكل أقلام خلال المراحل القادمة من الانتاج ليتوجه بعد ذلك إلى التصدير. وسيتم قبل الشروع في انتاج مادة الانسولين في شكل قارورة تحمل علامة “نوفونورديسك” تجديد عتاد وتجهيزات المصنع وتكوين المستخدمين وتدريبهم على هذا العتاد، أما الرئيس المدير العام لمخابر “نوفونورديسك” بالجزائر فقد ذكر بأن المخابر الدانماركية متواجدة في الجزائر منذ سنوات التسعينيات ويعود انشاء مصنعها بولاية تيزي وزو إلى 2006 وهو ينتج الأدوية في شكل أقراص موجهة لعلاج داء السكري، مؤكدا بأن مخابره تسهر على المحافظ على النوعية وأمن الأدوية التي تنتجها بالجزائر على غرار ما تقوم به بالبلد الاصلي. ووصف هذه الشراكة “بالمربحة“، مشيرا إلى احترافية مجمع “صيدال” في هذا المجال والانتقال خلال الثلاث سنوات المقبلة إلى انتاج كل أصناف الانسولين. وأشار ذات المسؤول إلى اشراك كل الفاعلين في الميدان لضمان الوقاية القاعدية من خلال العيادة المتنقلة التي ستجوب كل الولايات للكشف المبكر عن داء السكري. ويكتسي اختيار الجزائر لتأسيس هذه الشراكة - حسب نائب المدير العام لمخابر “نوفونورديسك بالدنمارك” لارس غرين “أهمية بالغة ” ومثالا للشمولية في طابع محلي، مضيفا أنها تمثل “أحسن ” دراسات عيادية في مجال داء السكري. ومن جهته أكد “ولد عباس” بأن التوقيع على عقد الشراكة بين مجمع صيدال ومخابر نوفونورديسك يدخل في اطار الدينامكية الجديدة التي اقرتها الحكومة من أجل ترقية انتاج الأدوية بالجزائر لضمان تغطية الاحتياجات الوطنية التي ستصل إلى 70 بالمائة مع آفاق 2014 والتقليص من فاتورة الاستيراد. ودعا مخابر نوفونور ديسك إلى تحقيق توازن بين الاستيراد والإنتاج المحلي لتلبية احتياجات المصابين الذين يقدر عددهم ب 3.5مليون مصاب. ومن جهته وصف“بن مرادي” هذه الشراكة بمثابة العلامة “المشجعة” التي ستساهم لا محال في التقليص من فاتورة استيراد الادوية والتكفل الحسن بصحة المواطن، مشيرا إلى الدعم الذي توليه الدولة لمجمع صيدال الذي “لا يغطي إلا نسبة 4 بالمائة “من الاحتياجات الوطنية من مادة الانسولين، مذكرا بقيمة هذا الدعم المقدرة ب 200 مليون أورو من أجل رفع حصة انتاجه الى 25 بالمائة خلال السنوات المقبلة. وأضاف في نفس الاطار أن الدولة ترافق القطاعين العام والخاص بغلاف مالي قيمته 4 ملايير موجه لإعادة تأهيل المؤسسات الفاعلة في الميدان للمساهمة في الحل النهائي لمشكل الادوية وخلق مناصب شغل.