شهدت أسعار الأسماك ارتفاعا جنونيا عبر المسامك والأسواق، حيث بلغ سعر السردين 350 دينارا بعد أن كان سعره لا يتعدى 200 دينارا للكيلوغرام الواحد، بسبب احتكار السوق من قبل “مافيا” باتت تعقد صفقات في عرض البحر مع الصياديين الأوربيين، الذين ولوا وجوههم نحو السواحل الوطنية، بحثا عن أنواع من السمك المعروفة بجودتها. ارتفعت أسعار الأسماك في العاصمة بشكل قياسي لتلامس سقف 350 دينار للكيلوغرام بالرغم من أنها لم تتجاوز 200 دينار قبل أسابيع، وأوضح باعة السمك أن الأوضاع الجوية المضطربة أدت إلى انخفاض حجم المعروض من الأسماك، خاصة السردين، مما أدى إلى ارتفاع قياسي لسعره، وذلك لفترة وجيزة التي عرفت فيها مادة السردين انخفاضا ملحوظا لم تعط الفرصة للعائلات من أجل التزود بتلك المادة التي غابت كثيرا عن الموائد الجزائرية في الفترة الأخيرة، وبعد أن استبشر المواطنون بنزول الكيلوغرام الواحد من السردين إلى 160 دينار ما لبثوا وأن اصطدموا بعودة الأسعار إلى سابق عهدها، حيث ارتفعت مجدداً إلى حدود 300 و350 دينار. هذا بالنسبة للأنواع العادية أما الراقية منه فارتفعت إلى 500 دينار للكيلوغرام وهي الأسعار التي لا تتلاءم والقدرة الشرائية لأغلب العائلات التي صار السردين طبقا بعيدا عنها مثله مثل اللحوم الحمراء بعد أن كان في وقت مضى مادة استهلاكية حاضرة بقوة في أغلب البيوت، لاسيما في فترة الصيف أين تنخفض أسعاره، تلك العادة التي غابت في السنوات الأخيرة واستقرت أسعاره الملتهبة على حالها في جل فصول السنة. من جهتهم أكد الصيادون أنهم يواجهون صعوبة كبيرة في الحصول عليه من البحر نتيجة سوء الأحوال الجوية التي شهدتها المنطقة مؤخرا، مضيفين أن قدم الوسائل هي التي زادت الطين بلة بعد أن صارت عملية الصيد صعبة بتلك الوضعية، ومن جهة أخرى من المتوقع أن تستمر موجة ارتفاع أسعار هذه المادة خلال الأيام القليلة القادمة والتي تتزامن مع الراحة البيولوجية للأسماك التي يحترمها أغلب الصيادين حيث تكون البداية من الفاتح ماي إلى غاية 31أوت وهذا الأمر الذي أدى خلو الموائد الجزائرية من الأسماك. وحسب مصادر مطلعة، فإن “مافيا” السمك التي تملك ترسانة من بواخر الصيد المجهزة بأحدث التقنيات، احتكرت معظم أسواق البلاد وباتت تتحكم في الأسعار التي عرفت تصاعدا جنونيا في المدة الأخيرة، بعد أن باتت تعقد صفقات في عرض البحر مع الصياديين الأوربيين، الذين ولوا وجوههم نحو السواحل الوطنية، بحثا عن أنواع من السمك المعروفة بجودتها. تجدر الإشارة أن هناك عدة عوامل من شأنها أن تؤثر سلبا على قطاع الصيد حيث تشير الدراسات أن التغيرات المناخية مع اقتراب انتهاء فصل الربيع وحالة أسطول الصيد المتهالكة رغم مساعدة الشباب على اقتناء قوارب صيد مناسبة والشراكة مع اليابانيين في ميدان الصيد البحري عبر سفن صيد متطورة، فضلا عن ضيق المساحة القارية للصيد رغم أن طول الشريط الساحلي للجزائر يتجاوز 1200 كيلومتر إلا أن الجزائرليست مفتوحة على محيطات واسعة تسمح لها بالصيد في أعالي البحار.