الاحتفال بمرور 50 سنة على الاستقلال حدث عظيم لا يتكرر مرتين نعيشه مرة واحدة في العمر فهو يشبه الموت و الولادة، و أنا كشابة من جيل الاستقلال سعيدة لأنني أعيش هذه اللحظات الجميلة من تاريخنا العظيم، أتمنى فقط أن نكون في مستوى هذا التاريخ الرمز من خلال الأعمال التي ستقدم و ألا يشبه الاحتفال بالخمسينية التظاهرات السابقة من تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية و الجزائر عاصمة الثقافة العربية و المهرجان الإفريقي التي كانت تحضيراتها مرتجلة والأعمال المشاركة هزيلة و شابها الكثير من الغموض، فالإحتفال بمرور 50 سنة على استرجاع السيادة الوطنية له نكهته الخاصة و لا يشبه أي احتفال آخر، ف 50 سنة هو رقم صعب و ليس بالتاريخ الهين، فينبغي على وزارة المجاهدين و وزارة الثقافة و وزارة الشباب و الرياضة أن تكون الأعمال المنجزة تحت إشرافهم أعمالا جدية و في المستوى الذي يليق بتاريخنا العريق، لبد أن يكون الإحتفال بطريقة مختلفة عن باقي التظاهرات لأنّ الخمسينية لها خصوصيتها. لقد خطت الجزائر خطوات كبيرة في المجالين الأدبي و الإعلامي فالجزائر و بعد 50 سنة إستقلال هي رائدة في المجال الأدبي مغاربيا و عربيا و حتى إفريقيا و لها أسماء بارزة تعتبر قامات أدبية نفتخر بها في الداخل و الخارج، و الشأن نفسه إعلاميا فقد قطعنا شوطا كبيرا في مجال حرية التعبير التي يحسدنا عليها أشقاؤنا في كثير من الدول العربية، كما أنّنا بدأنا نشق طريقنا بكل ثقة في مجال الإنفتاح على السمعي البصري فحريتنا الإعلامية كبيرة قدر حرية هذا الوطن. نحن ككتاب قصرنا في كتابة تاريخنا فللأسف ثورة عظيمة كالثورة الجزائرية لم تأخذ حقها من الكتابة و التأريخ لها سواء من جانب المؤرخين الذين نجدهم عازفين عن الكتابة أو الإعلاميين و الأدباء و السينمائيين، و لهذا أتمنى أن تكون الخمسينية دافعا قويا يستفزنا لنكتب تاريخنا كلّ في مجاله حتى نترك حقائق واضحة المعالم للجيل القادم الذي يأتي من بعدنا. كشعب جزائري فقد عانينا الأمرين عبر مختلف المراحل التاريخية لذا من حقنا أن نحتفل بالخمسينية و أن نكون موجودين في الخامس من جويلية لنقول لقوافل الشهداء شكرا على هدية الإستقلال، من حقنا جميعا أن نعيش هذا الإحتفال بطعمه الخاص بفرحته و أبجدياته و بكل تفاصيله.. فنحن لا نريد من يملي علينا إرادته، و الخمسينية فرصة لنقول لمن يتربصون بنا “كم نحبك يا جزائر”، فالخمسينية تزيدنا تشبثا بوطننا الجزائر و بهويتنا، أتمنى فقط أن تساهم الخمسينية في تغيير لون المشهد الثقافي الحالي و يصبح للمثقف كلمته في صنع القرار و يستشار في مثل هذه التظاهرات الكبرى. * شارك: * Email * Print