سلمت جائزة اليونيسكو-الشارقة للثقافة العربية 2013 نهاية الأسبوع المنصرم بباريس للمفكر والجامعي الجزائري مصطفى شريف خلال حفل أشرفت عليه المديرة العامة لليونيسكو إيرينا بوكوفا.وتم الإعلان عن الفوز في مارس الماضي “لإسهامه على مدى ثلاثين سنة في ترقية الثقافة العربية الإسلامية و الحوار ما بين الثقافات”. و في كلمة ألقتها أمام شخصيات دبلوماسية و مفكرين و ممثلين عن وسائل الإعلام العربية و الغربية نوهت بوكوفا بالفائز الجزائري الذي “ما فتئ يعمل حيث ما كان الأمر يتعلق بثقافة التفتح”.و قالت في هذا الصدد أن “المفكر مصطفى شريف لطالما ساهم من خلال مؤلفاته في فهم العالم العربي الإسلامي وأنا ممتنة له”. وفي تصريح لوسائل إعلامية أكد المفكر الجزائري بأن هذه الجائزة تشرفه و تشرف بلده الجزائر مؤكدا أنها “تعد مرحلة أساسية وحاسمة في مشواره من أجل العيش سويا و التعايش و البحث عن حضارة مشتركة”. و تم اقتراح اسم مصطفى شريف من طرف ممثلية الجزائر الدائمة لدى اليونسكو و تم تعيينه فائزا مناصفة مع المعهد العربي البريطاني من المملكة المتحدة و قد اختير من بين 35 مرشحا -بينهم 21 مرشحا عربيا- من 17 بلدا. وكانت مؤسسة دوتشي الإيطالية قد منحت مصطفى شريف مؤخرا”جائزة دوتشي من أجل ثقافة السلم” 2013 عرفانا لالتزامه بتثمين الحوار بين الثقافات والديانات ولعمله لصالح ترقية المعرفة المتبادلة وجهوده في إطار البحث عن ثقافة السلم المستدام بين الثقافات. وقد أنشئت جائزة اليونسكو-الشارقة —التي تبلغ قيمتها 60.000 دولار أمريكي تقسم بالتساوي على الفائزين الاثنين— في عام 1998 احتفالا بتعيين مدينة الشارقة الإماراتية عاصمة ثقافية للمنطقة العربية. وباقتراح من حكومة إمارة الشارقة وصاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي قررت اليونسكو في عام 2001 بعث جائزة اليونيسكو-الشارقة للثقافة العربية والتي تمنح منذ ذلك التاريخ وبشكل سنوي لاثنين من المتفوقين (سواء كانوا من الشخصيات العامة أو الجماعات أو المؤسسات) لما يقدمانه من مساهمات وإنجازات بارزة لصالح فهم أفضل في مجال الفن والثقافة العربية. وكان الروائي والصحفي الراحل الطاهر وطار—أحد الشخصيات البارزة في الأدب الجزائري الناطق بالعربية— قد تحصل على هذه الجائزة في 2005. واعتبرت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا أن الحوار “الحقيقي” بين الثقافات لا يزال غائبا في القرن 21 و لن يتم التوصل إلى تفهم ما لم تحدد أدوات مباشرة هذا الحوار. و صرحت بوكوفا خلال حفل تسليم جائزة اليونسكو-الشارقة في طبعتها 11 مساء أمس الخميس بمقر المنظمة الأممية بباريس للجامعي الجزائري مصطفى شريف و المركز العربي البريطاني من المملكة المتحدة أن “العالم في حاجة ماسة لفهم الآخر بشكل أفضل دون الاكتفاء بالعيش جنبا إلى جنب بل حقيقة معا في عالم شمولي متواصل و منقسم في نفس الوقت”. بالنسبة لمديرة اليونسكو الحوار كلمة نرددها حيثما كان إلى درجة “تلاشي قيمتها و معناها أحيانا”. و أوضحت أن “السؤال الرئيسي الذي نطرحه اليوم و الذي نريد المساهمة في الإجابة عليه ليس “ما هو الحوار بل “كيف يمكن مباشرة الحوار “. بعد أن أعربت عن ارتياحها لتكريم فائز استثنائي اعترفت بوكوفا أن الفائز الجزائري “لطالما كان حاضرا في ملتقى الثقافات بفضل إرادته في مد الجسور بين الشعوب من أجل تفهم و إثراء متبادل”. و أضافت أنه “يقترح في أعماله التي تتحدث من خلال عناوينها عن نفسها عن أدوات فهم العالم لبعث ما يسميه +روح الأندلس+ من جديد”. و من جهته أعرب رئيس لجنة التحكيم الدولية لجائزة اليونسكو-الشارقة ستيفان هومفريس عن اعجابه “بالعمل المذهل للغاية” الذي قام به الفائز الجزائري متوقعا أن يكون هذا الأخير “قد اضطر إلى مقاطعة الأكل و النوم ليتمكن من انجاز عمل مماثل”. كما أوضح أن لجنة التحكيم اعتمدت في اختيارها على معيارين أساسيين “الامتياز والتميز”. و أكد قائلا “بكل نزاهة بحثنا في الترشحات التي تلقيتها عن الأشخاص الذين لديهم اسهامات في نشر الثقافة العربية و كذا القادرين على المساهمة في تمثيل هذه الثقافة”. وبعد تسلم جائزته من المديرة العامة لليونسكو شخصيا توجه مصطفى شريف بالشكر للمنظمة الأممية و لإمارة الشارقة على هذا التكريم الذي شرفه كما قال و شرف بلده الجزائر من خلال شخصه. و أشار المثقف الجزائر إلى أن “هذه الجائزة القيمة تتوج اليوم مشواري الدؤوب خلال الثلاثين سنة الأخيرة و صفتي كمثقف ينتمي للضفتين” معتبرا أن هذا الاعتراف الدولي يعبر عن “المبادئ الأساسية النبيلة” للسلام لليونسكو في “انسجام” مع قيم الثقافة العربية و تراث بلده. و أكد أن هذه القيم هي مصدر الهام أعماله معتبرا أن “كل ثقافة مستقبلية تناجي القلب و العقل هي ثقافة الحوار و الاعتراف المتبادل و التعايش”. و عن موضوع الطبعة ال11 للجائزة “أي مستقبل للثقافة العربية للقرن 21 ” أوضح شريف أن الثقافة العربية “تصمد أمام الزمن و تمثل فرصة لتشجيع التنوع (…)”. باقتراح من ممثلية الجزائر الدائمة لدى اليونسكو تم تعيين شريف من طرف لجنة تحكيم دولية فائزا مناصفة مع المركز العربي البريطاني من المملكة المتحدة. و قد اختير من بين 35 مرشحا -من بينهم 21 مرشحا عربيا و 14 غير عربي- من 17 بلدا يشارك الكثير منهم لأول مرة في هذه الجائزة. للتذكير فان الفائز مصطفى شريف أستاذ بجامعة الجزائر ومدير ماستر في الحضارة الإسلامية بجامعة كاتالونيا (إسبانيا) وألف العديد من الكتب حول الثقافة والتربية والحوار بين الثقافات. و كانت مؤسسة دوتشي الإيطالية قد منحت مصطفى شريف مؤخرا “جائزة دوتشي من أجل ثقافة السلم” 2013 عرفانا لالتزامه بتثمين الحوار بين الثقافات والديانات و لعمله الملموس من أجل ترقية المعرفة المتبادلة وجهوده في إطار البحث عن ثقافة السلم المستدام بين الثقافات. و أنشئت جائزة اليونسكو-الشارقة —التي تبلغ قيمتها 60.000 دولار أمريكي تقسم بالتساوي على الفائزين الاثنين— في عام 1988 احتفالا بتعيين مدينة الشارقة الإماراتية عاصمة ثقافية للمنطقة العربية. وباقتراح من حكومة إمارة الشارقة وصاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي قررت اليونسكو في عام 2001 بعث جائزة اليونسكو-الشارقة للثقافة العربية و التي تمنح منذ ذلك التاريخ وبشكل سنوي لاثنين من المتفوقين (سواء كانوا من الشخصيات العامة أو الجماعات أو المؤسسات) لما قدموه من مساهمات وإنجازات بارزة في نشر فهم أفضل في مجال الفن والثقافة العربية. و تعد هذه المرة الثانية التي يتحصل فيها مثقف جزائري على جائزة مماثلة حيث سبق للروائي والصحفي الراحل الطاهر وطار الحصول عليها في 2005.