قدرت واردات الجزائر من حليب التحويل ب 8ر314 مليون دولار خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية مقابل 7ر281 مليون دولار خلال نفس الفترة من السنة الفارطة حسب أرقام الجمارك الجزائرية. كما قدرت فاتورة الحليب ومشتقاته ب 19ر1 مليار دولار سنة 2012 مقابل 42ر1 مليار دولار سنة 2011، و تضمن السلطات العمومية التي تدعم غبرة الحليب المستورد من قبل الديوان الوطني للحليب دعما بأكثر من 40 مليار دج لفرع الحليب من أجل تطوير إنتاج هذه المادة. ووقعت الجزائر سنة 2011 اتفاق شراكة مع الجمعية الفرنسية "بروتان انترناسيونال" لتنمية و عصرنة فرع الحليب بالجزائر. ولتقليص فاتورة الجزائر من الحليب، وقعت وزارة الفلاحة الجزائرية بنظيرتها الهولندية امس على اتفاقية حول المساعدة التقنية تتعلق بوضع وإطلاق مزرعة نموذجية للتجارب والتكوين بالشرق الجزائري. يهدف هذا الاتفاق الذي مدته 3 سنوات قابلة للتجديد إلى تعزيز التعاون الثنائي في مجال تنمية تربية الأبقار الحلوب من خلال إنجاز مزرعة نموذجية للتجارب والتكوين على مستوى مزرعة المخانشة بولاية قالمة الواقعة على بعد 550 كلم شرق الجزائر العاصمة. ويلتزم الهولنديون من خلال تقديم مساعدتهم بموجب هذه الاتفاقية بتحسين المستوى التقني لمربيي الأبقار الحلوب و التقنيين وكذا شروط استغلال تربية المواشي من خلال إنشاء هذه المزرعة المدرسة. وتتعلق المساعدة التقنية بنوعين من المزارع الأولى عائلية بها 17 بقرة حلوب وأخرى بها 60 بقرة، كما يخص تكوين المربين الراغبين في الاستثمار في هذا الفرع الاستراتيجي بعصرنة مزارع تربية المواشي وتوزيع القطيع من أجل تحسين الأداء في مجال إنتاج الحليب وعصرنة هياكل تربية المواشي (البنايات) ونقل الخبرات العصرية المستعملة في هولندا. وتاتي هاته الاتفاقية ضمن برنامج طموح تسعى وزارة الفلاحة بتحقيقه مع وزارة الفلاحة الهولندية، للنهوض بقطاع الحليب قصد التخلص من التبعية الأجنبية، حيث يكلف استراد الجزائر من مادة الحليب أكثر من مليار اورو سنويا. لهذا كانت الجزائر قد استوردت ما يفوق 100 الف ريخة في السنوات الأخيرة وتنظيم الفرع من خلال اتفاقيات بين وحدات الحليب والمربين من اجل جمع الحليب وهو ما لم يكن موجودا من قبل. ويتعاقد أكثر من 32000 مرب مع محولي الحليب في حين ارتفع مستوى جمع هذه المادة من ما يقل عن 200 مليون لتر سنويا سنة 2009 إلى أكثر من 700 مليون لتر سنويا سنة 2012، إلا أن فرع الحليب في الجزائر يواجه تحديا كبيرا يتمثل في تحسين الانتاجية والتحكم في التغذية والصحة وتسيير تربية المواشي من أجل تحسين الإنتاجية وبروز أحواض جديدة للحليب. وبالرغم من كل هذا، إلا أن الفرع لا يزال يحتاج إلى الوقت من أجل إعادة الهيكلة والاستجابة للطلب المتزايد، لهذا تسعى وزارة الفلاحة في الجزائر الى خلق الظروف الكفيلة بضمان تنمية مستدامة لفرع الحليب وتقليص فاتورة استيراد الحليب.