دعا الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني بسطيف مناضلي حزبه إلى العمل على ضمان عصرنة الحزب "حتى لا يبقى الأفلان ذلك الحزب الجامد الذي يشبه قلعة سرية عاجية يديرها بيروقراطيو السياسة". وقال سعداني لدى ترأسه أمس بالقاعة متعددة الرياضات لسطيف ثاني ملتقى جهوي لتشكيلته السياسية بعد ملتقى وهران بحضور إطارات ومنتخبي وشخصيات حزبه ل16 ولاية من شرق البلاد "أن هذا الحزب التاريخي الذي كان له شرف اندلاع ثورة التحرير المظفرة يجب أن يتكيف مع المتغيرات الراهنة التي يشهدها العالم وكذلك الجزائر كما عليه الاتعاض بما يحدث من تجارب سياسية تعيشها الأحزاب عبر العالم". وأضاف سعداني قائلا "من الضروري والحيوي أيضا في ظل هذا المنظورالانفتاح على مكونات المجتمع من مواطنين ومجتمع مدني" وأنه "على حزب جبهة التحرير الوطني التعبير بصدق عن انشغالات وتطلعات هذا المجتمع". كما تحث سعداني مطولا عن " توحيد صفوف الحزب وإحياء هيئاته النظامية" معتبرا ذلك من "مقومات النجاح في المستقبل". وقال أن "هيئات هذا الحزب فقدت من حيويتها لأسباب ترجع للانتقال الصعب للتعددية وكذلك للصراعات الداخلية التي عاشتها تشكيلة الأفلان سابقا". ولدى استعراضه النقاط العشر لبرنامج عمل الحزب الخاص بالمرحلة القادمة شدد سعداني على ضرورة "مكافحة الإقصاء والتهميش" وعلى"لم صفوف الحزب وتنشيط جميع هياكل الحزب من القمة إلى الخلية الأساسية للحزب" وكذا "توسيع القاعدة النضالية قصد تكثيف أواصر الاتصال مع الشعب الذي ننبثق منه (الحزب)". وردا على الداعين إلى وضع حزب جبهة التحرير الوطني في المتحف قال سعداني "أن هؤلاء يسعون من خلال هذه الدعوة إلى وضع 300 ألف مناضل و10 ملايين مصوت على قوائم الحزب في الانتخابات الماضية في المتحف من خلال محأولة تكبيل وتحييد الحزب العتيد لكونه مصدر إزعاج بالنسبة إليهم". وجدد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني "تمسك ومساندة" حزبه بالإصلاحات السياسية والاقتصادية التي أطلقها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مشددا بالمناسبة على "حرص" حزبه على "تطبيق هذه الإصلاحات بكل حذافيرها". وأضاف سعداني أن حزبه يعمل أيضا على " المحافظة على مكانته كقوة سياسية أولى في الجزائرية" و"يرمي إلى دعم دوره على الصعيد الدولي من خلال تكثيف وجوده الفاعل ومشاركاته في المنظمات الدولية الكبرى ولاسيما تلك التي تضم أحزابا تقترب من مثله وقيمه". وانتقد الأمين العام للأفلان في هذا الخصوص ما أسماه ب"غياب مبادرة الحزب في علاقات الحزب الخارجية" والتي "اقتصرت فقط على تبادلات عرضية دون جدوى" -كما أضاف. كما حث سعداني على "ترقية الدور التاريخي للحزب بالسعي لتخليد دور ووضع ملحمة الجزائر الثورية في ذاكرة التاريخ والأمم" قائلا "ان نسيان تاريخينا يعد أمرا خطيرا وتضييعا لتضحيات الجزائريين على مدى العصور". وفي الأخير شدد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني على "ضرورة منح الشعب الجزائري تصورات حقيقية للمستقبل في بلد نعمل جميعا على خدمته كجزائريين منسجمين مع ذاتنا وهويتنا الجزائرية الأصيلة.