قبل أن تغرق فيرجينيا وولف نفسها في مياه نهر أوز الباردة، عام 41، كانت قد نشرت روايتها الأولى التي انتهت فيها حياة بطلتها قبل الأوان، بينما كانت تتقدم في مستقبلها الأدبي المجدد والمؤثر، بحسب جريدة "الباييس" الإسبانية. روايتها الأولى صدرت في 26 مارس 1915، بعنوان "نهاية الرحلة". ومن هنا بدأ العداد يدور إلى الخلف، ليس فقط عند حكاية قصة الشابة راشيل فينريث، التي كانت تنتقد عالم تلك الفترة من خلالها، وتكسر جداول السرد الثابتة، بل أيضاً لما يحتويه الكتاب من إشارة لحياتها الخاصة ومفهومها عن نفسها وساعاتها الأخيرة. "نهاية الرحلة" تفترض الجانب السيري والأدبي لفيرجينيا وولف (1882-1941) وتعكس الخطوط الممتدة بين تلك الرواية والأيام الأخيرة للكاتبة: الحدثان يقعان تقريباً في بداية الحرب العالمية الأولى والثانية، وكلاهما ناتج عن ذهان أصاب الراوية وكاتبة المقال. تريد البطلة أن تقطع صلتها بالإرث الفيكتوري وتطالب بحقوق المرأة، بينما في الحياة الواقعية تواجه وولف، في سن 59، وبشهرة كبيرة، عالم ثابت اليقين. في هذه الحكاية تظهر في الرواية السيدة دالواي، إحدى علامات هوية الكاتبة الإنجليزية، وتعبر عن الحب باعتباره اكتشافاً، وتحاول أن تعكس إيمانات فيرجينيا وولف. 26 عاماً تفصل الحدثين، حدث ظهور الرواية وحدث الموت، وبينهما برق يضيء. هذا البرق تحاول الكاتبة إيريني شيكيار أن ترصده في كتابها "الحياة بالكتابة"، وهو الكتاب الأول الذي يتناول سيرة وولف التي تعتبر واحدة من أكثر الروائيين المؤثرين في القرن العشرين والتي طمحت أن تكون صوتًا للصوت. الكاتبة الأرجنتينية أعادت بناء حياة وولف، ما بين الواقع والخيال، وما بين الحياة والكتب، بناءً على مراسلات ويوميات شخصية، ومقالات ومذكرات. تأتي أهمية الكتاب أيضاً وسط الاحتفال بمئوية كتاب وولف الأول، الذي صدر عام 1915، وبدأت كتابته عام 1907 وأرسلته لدار النشر عام 1913. وفيه، بحثت وولف عن طرق تجريبية غير مطروقة في معالجة الحبكة والشخصيات، لتخرج بذلك من القوالب المحفوظة. بذلك، يمكن أن نقول إن "نهاية الرحلة" تعكس هموم وولف خلال المراهقة وبداية الشباب، كما تعكس رؤيتها لتعقيدات العلاقة بين الرجال والنساء والتجاهل الجنسي. كما تشير بقوة لعلاقتها المعقدة بأمها.