تعد السلوكيات العنيفة التي تتسبب فيها المدرسة ضئيلة جدا ولا تتعدى 2 بالمائة من إجمالي النزاعات التي تظهر داخل المؤسسات التربوية حسب ما أكدته رئيسة مكتب الإرشاد المدرسي بوزارة التربية الوطنية زبيدة ماحي. فقد بينت الدراسات التي أجريت من طرف وزارة التربية وكذا الفاعلين بالميدان حسب ما أضافت هذه المتحدثة على هامش الملتقى الجهوي الذي انطلق بمدينة باتنة حول التسيير البناء للنزاع في الوسط المدرسي بأن أغلب هذه السلوكيات التي تتطور إلى نزاعات داخل المدرسة أسبابها من الخارج ومن محيط المؤسسة التربوية القريب ويشكل الراشد الطرف الأساسي فيها. وفي هذا السياق سعت وزارة التربية الوطنية بالتنسيق مع المنظمة الدولية لتنمية الشعوب (مكتب شمال إفريقيا) الذي يوجد مقره بالجزائر العاصمة إلى تنظيم دورات تكوينية بإشراف مكونين وخبراء مدربين حول كيفية تسوية هذه النزاعات حسب ما ذكرته نفس المسؤولة، مشيرة إلى أن هذا اللقاء الذي تشارك فيه 26 ولاية من شرق ووسط وجنوب الوطن موجه لمديري ومستشاري مراكز التوجيه التربوي والمدرسي. وتهدف هذه المبادرة التي تتضمن تلقين المشاركين آليات وطرق احتواء السلوكيات العنيفة حسب ما ذكرته ماحي إلى تكوين مكونين يمكن الاستعانة بهم في تكوين مستشاري التوجيه على مستوى المؤسسات التربوية وكذا الوقاية من النزاعات داخل الوسط المدرسي من خلال احتواء كل السلوكيات العنيفة. وأضافت المتحدثة بأن هذا اللقاء الذي يدوم 4 أيام سبقه ملتقى جهوي أول بمدينة معسكر ضم الأسبوع المنقضي ولايات الغرب والوسط والجنوب في ما سينظم ملتقى وطني يجمع ولايات الجهتين "عما قريب" بولاية بومرداس لاستكمال هاتين الدورتين بغرض إنشاء لجنة مكونين في الميدان معتمدة من طرف وزارة التربية الوطنية و المنظمة الدولية لتنمية الشعوب. ولم تخف من جهتها ممثلة هذه المنظمة الحكومية التي يتواجد مقرها بإيطاليا ليلي بن عيسى ساجي من مكتب الجزائر بأن تجربة المنظمة مع وزارة التربية في هذا الميدان "مثمرة" وكانت بدايتها بمدرسة فرانس فانون النموذجية بباب الواديبالجزائر العاصمة منذ سنوات جد ناجحة. و قالت في هذا السياق " لذا نحن الآن نسعى إلى تنظيم هذه الدورات التكوينية مع مستشاري التوجيه من أجل التوصل إلى إرساء لغة الحوار في الوسط المدرسي لاحتواء أي سلوك عنيف قد يتطور إلى نزاع ". ويعد هذا الملتقى الجهوي الثاني من نوعه وطنيا وتجري أشغاله بمتوسطة بوزوران قاعدة 7 بوسط مدينة باتنة .