حذرت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون يوم أمس الاثنين 31 أوت 2015 من مغبة عودة الجزائر إلى الاستدانة الخارجية، بهدف تجاوز الأزمة الاقتصادية الناجمة عن تراجع سعر البرميل، معتبرة أن "مجرد التفكير في هذا الخيار هو أمر خطير". وخلال افتتاحها لأشغال الدورة العادية للمكتب السياسي لحزب العمال، شددت حنون على أن "مجرد التفكير في احتمال العودة إلى الاستدانة الخارجية هو أمر خطير" مذكرة بأن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة "كان قد أكد مرارا وتكرارا عقب تحرر الجزائر من المديونية الخارجية أن الرجوع إلى هذا الخيار هو أمر مرفوض تماما"، وجاء تصريح الأمينة العامة لحزب العمال في معرض تقديمها لقراءة أولية للخطاب الذي ألقاه الوزير الأول عبد المالك سلال خلال ترأسه لاجتماع الحكومة مع الولاة نهاية الأسبوع الفارط، حيث قال بأن الجزائر تمتلك كل الفرص في حال اضطرارها إلى اللجوء إلى السوق المالية الدولية، حتى وإن استبعد تماما حدوث ذلك، وذكرت في هذا الإطار بأن مناهضة قرار اللجوء إلى المديونية الخارجية هو موقف "مبدئي" لدى حزبها خاصة وأن "تداعيات هذا الخيار الذي تبنته الجزائر في فترة معينة كانت وخيمة، انتهت بفرض "التصحير الهيكلي" في إشارة منها إلى سياسية التصحيح الهيكلي، كما عادت حنون إلى الحديث عن الإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة في إطار قانون المالية التكميلي، خاصة تلك المتعلقة بتطهير الاقتصاد الموازي من خلال فرض رسم جزافي نسبته 7 بالمائة على أصحاب رؤوس الأموال قصد دفعهم إلى تحويل أموالهم من القنوات غير القانونية إلى البنوك، واعتبرت أن هذا الإجراء هو بمثابة "تبييض للمال الوسخ على عكس ما فنده الوزير الأول" معللة هذا الوصف بكون البنوك "عاجزة عن البحث عن مصادر هذه الأموال". وترى حنون أن الإعفاء الضريبي الذي تضمنه قانون المالية التكميلي "يصب لصالح أرباب العمل الأوليغارشيين أكثر من الناشطين في السوق الموازية"، وأضافت في نفس الصدد بأن "من يقوم بالاستثمار الحقيقي في القطاع الخاص جزء صغير جدا، فيما يقوم أغلبية أصحاب المؤسسات الخاصة بالاستفادة من الأموال المقدمة لهم في صورة قروض تمنحها إياهم البنوك العمومية"، كما أبدت المسؤولة الأولى عن حزب العمال في ذات المنحى استغرابها من اكتفاء الحكومة بتسليط غرامات مالية على المتهربين عن التصريح بالعمال بدل فرض عقوبة الحبس، فضلا عن تسجيلها ل"تقهقر مهول" في العقوبات المسلطة على من يثبت في حقه تهريب الممنوعات كالمخدرات والأسلحة والتي تقتصر أيضا بدورها على الغرامات المالية، وفسرت ذلك بأن "ما يهم الحكومة اليوم هو إدخال الأموال بدل أخلقة النشاط التجاري والاقتصادي" على حد قولها، وعرجت حنون على ظاهرة استفحال الفساد حيث أكدت على أنه "يتعين اليوم وأكثر من أي وقت مضى محاسبة كل من اكتسب ثروة طائلة في ظرف قصير من خلال طرح سؤال: من أي لك هذا"، كما شددت على ضرورة فتح حوار وطني حول السياسة الاقتصادية والاجتماعية التي يستوجب على الدولة انتهاجها لتجاوز الظرف الصعب الذي تمر بهذه الجزائر. نجاعي. م Share 0 Tweet 0 Share 0 Share 0