يشرح العلماء المقصود ب"البرهان" في قوله تعالى "ولقد همت به وهم بها لولا أن رأي برهان ربه"، مشيرين إلى أنه لابد أن نعلم أن «يوسف» عليه السلام لم يهم بامرأة العزيز بفاحشة، لأنها عرضت نفسها عليه بالمراودة مع تهيئة لكل الأسباب لنيل عرضها وإغرائه وعمل كل ما يطمئنه على عدم مؤاخذته، فقال "معاذ الله"، والهم السيء بها لم يحصل لأنه رأى برهان ربه، وفي هذا البرهان كلام كثير لا يستند إلى دليل صحيح، والأقرب إلى الفهم أن الله ألهمه أنه لو همّ بها ضربا لمنع نفسه منها، حيث جذبته بقوة لتنال غرضها بعد أن فشلت المحاولة السلمية للوصول إلى ذلك، فالبرهان الهام من الله لإدراك العاقبة، ويقرب من هذا المعنى ما روي عن «علي بن أبي طالب» رضي الله عنه أن امرأة العزيز قامت إلى صنم مكلل بالدر والياقوت في زاوية البيت فسترته بثوب فقال "ما تصنعين؟"، قالت "استحي من إلهي هذا أن يراني في هذه الصورة"، فقال يوسف "أنا أولى أن استحي من الله".