ليس نقص الإيمان مجرد أمر عارض لا مسبب له، بل هو على علاقة وطيدة بجملة من المقدمة التي تحتم بحصولها تحصيل هذه النتيجة السلبية المقيتة، ألا وهي موت القلب وفناء حب الذكر فيه، ولو صحّ أن تجمع بعض هذه الأسباب في نقاط لكانت أكثرها وأشهرها كما يلي: - الإعراض عن التفكر في آيات الله الكونية، فكلما أعرض الإنسان عن التفكر في مخلوقات الله أصبح قلبه مهجورا إيمانيا لا خير فيه. - الإعراض عن معرفة أسماء الله وصفاته من أسباب نقصان الإيمان، ومن ثم قسوة القلب، فمن أعظم أسباب قسوة القلب طول الأمد والإعراض عن معرفة أسماء الله وصفاته. - قلة الطاعات من أسباب نقصان الإيمان لأن الطاعات إذا بدأت في الهبوط فاعلم أن هذا إنذار لك أنك في خطر، لأن الطاعات كلما قلت كلما أصبحت ضعيف الهمة وضعيف القدرة على الإتيان بما يقربك من الله. - زيادة المعاصي هي نتيجة مترتبة عن قلة الطاعات، لأنك كلما قلت طاعاتك وسننك كلما أصبحت قريبا من فعل المعاصي وكلما أصبحت عرضة لجعل الشيطان عليك سبيل، وهذه الأشياء كلها أسباب في نقصان الإيمان لديك.