ينصر الله سبحانه وتعالى عباده الصالحين وأنبياءه بإحقاق الحق عاجلا أو آجلا، وقد يكون النصر بإهلاك المكذبين ونجاة الأنبياء والمرسلين ومن آمن معهم كما حدث للنبي «نوح» عليه السلام، حيث نجاه الله وأهلك قومه، قال تعالى في بيان ذلك "فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِر"، وكذلك قوم «هود»، قال تعالى "فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِر الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِين"، وقوم «صالح»، قال تعالى "فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِين" وقوم «لوط»، قال تعالى "وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِين" وقوم «شعيب»، قال تعالى "فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ"، وأخذ المجرمين بالعذاب الأليم نصر عظيم للداعية وكبت للمكذبين والمرجفين، والله يمهل ولا يهمل أبدا، قال تعالى "فَكُلاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُون"، كما يكون نصر الله تعالى بانتقامه للأنبياء من أعدائهم ومكذبيهم، بعد وفاة هؤلاء الأنبياء والرسل، كما حدث مع من قتل «يحيى» عليه السلام و«شعياء»، ومن حاول قتل «عيسى» عليه السلام، قال الإمام «الطبري» رحمه الله في قوله تعالى "إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا": "إما بإعلائنا لهم على من كذبنا أو بانتقامنا في الحياة الدنيا من مكذبيهم بعد وفاة رسولنا من بعد مهلكهم، كالذي فعلنا من نصرتنا «شعياء» بعد مهلكه بتسليطنا على قتلته من سلطنا حتى انتصرنا بهم من قتلته، وكفعلنا بقتلة «يحيى» من تسليطنا «بختنصر» عليهم حتى انتصرنا به من قتله له وكانتصارنا ل«عيسى» من مريدي قتله بالروم حتى أهلكناهم بهم"، وهذا يدخل تحت قوله تعالى "وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ".