إذا كنت أنت وزوجك تتشاجران أمام أطفالكما، يجب أن تتوقفا عن ذلك وتعيدا التفكير في الأمر. حيث أن احترام الزوجين وحبهما لبعضهما البعض لا يعنى بالضرورة أنهما لا يختلفان، فالحياة الزوجية لا تخلو من الخلافات والتعارض في الآراء، ولكن المهم هو كيفية التعامل مع هذه الخلافات بأسلوب لائق. وفى ظل وجود أطفال يكون من الأجدر مراعاة هذا الأسلوب حتى تكونا لأطفالكما النموذج الذي يحتذيان به، ومن ناحية أخرى من المهم توفير بيت هادئ وآمن لهم. ولتفادي آثار هذه التصرفات على الأبناء يقدم خبراء علم النفس بعض النصائح للتحكم في هذه المجادلات وهي كالتالي: 1) كونا نموذجين يحتذا بهما: الأطفال يتعلمون من آبائهم الكثير، فمن الممكن أن يتعلموا أن تعدد الآراء أمر صحي، وأن الاختلاف في الرأي لا يجعل صاحبه جيد أو سئ. لذا يجب تعليم الأبناء أنه عند التعبير عن رأى مخالف، يجب أن يتم ذلك بطريقة دقيقة ومنطقية ومقبولة. كذلك عندما يختلف الناس بطريقة محترمة سواء مع بعضهم البعض أو مع أطفالهم، فهم بذلك يعلمون أطفالهم أنهم عندما يعبرون عن آرائهم وتقابل هذا الآراء بمعارضة، فإن ذلك لا يقلل من هذه الآراء ولا يعنى أن هذه الآراء خاطئة. ما سيشجع الطفل على التعبير عن رأيه بسهولة وسيشعر أن رأيه ينال التقدير حتى لو لم يتفق معه الطرف الآخر. 2) امنحا أطفالكما بيتاً آمناً : ينصح خبراء علم النفس بأن تكون الخلافات بعيدة عن الأطفال لأن ذلك يثير فيهم شعوراً بعدم الراحة وبالقلق خاصةً الأطفال الأصغر سناً (حتى سن سبع أو ثمانية أعوام)، لأن الأطفال في هذه السن يتسمون بالجمود، ولا يستطيعون فهم أن الشخص يمكن أن يتجادل مع شخص آخر دون أن يكرهه. لذا يقترح الخبراء إذا حدث ولاحظ الأطفال هذه الخلافات، يجب إخبارهم أنها مجرد خلافات أو مجادلات وأن الأبوين لازالا يحترمان ويحبان بعضهما البعض. 3) اجعلا الجدال بينكما مفيداً: إذا تم التعامل بشكل سليم مع المجادلات التي تحدث بين الزوجين، يمكن أن تؤدي إلى تقوية العلاقة بينهما وتسمح للطرفين بالتنفيس عن مشاعرهما وتحسين التواصل بينهما وتقليل شعورهما بالضيق. ومن أهم النصائح التي من شأنها أن تحافظ على استمرارية الحياة الزوجية: - تحدثا: غالباً ما يساعد الحديث على حل الأمور على عكس الشجار الذي لا يوصل عادةً إلى أي نتائج إيجابية. - انهيا الجدال وكل منكما يشعر أنه منتصر وليس هناك خاسر، وبهذه الطريقة يكون كل من الزوجين قد عبر عن وجهة نظره وتم التوصل إلى حل وسط يرضى الطرفين. - تكلما في موضوع الجدال ولا توسعا نطاق الجدال ليشمل خلافات الأسبوع أو الشهر أو العام الماضي. - تحدثا بنبرة هادئة ومحترمة وتجنبا الصراخ لأن الصراخ لن يؤدى إلا إلى محاولة الدفاع عن النفس وعرقلة التواصل. - اختارا الوقت والمكان المناسبين للحديث، أي عندما يكون كل منكما مرتاح وغير مرهق وغير قلق من أمر آخر. لأن هذه العوامل ستعوق النقاش البناء، فإذا لم تستطيعا الاستمرار في المناقشة بشكل إيجابي وودي، توقفا عن النقاش واستئنفاه في وقت لاحق. - تجنبا اللوم واستخدما عبارات توضح مشاعركما بدلاً من استخدام عبارات الاتهام لبعضكما البعض. - اقصرا الخلاف عليكما أنتما الاثنين ولا تقحما فيه طرف ثالث مثل أحد الأخوة أو الأصدقاء. - اتسما بالمرونة وأظهرا استعدادكما لقبول حلول وسط. يمكنكما عمل قائمة بالحلول البديلة التي لديكما استعداد لتجربتها. - بعد كل خلاف بينكما وقبل الوصول لأي قرار أو حل، من المهم أن يأخذ الطرفان وقتاً كافياً للتفكير في كل ما قيل وتمت مناقشته. وبهذه الطريقة هما يعطيان أنفسهما وبعضهما البعض وقتاً للتفكير بشكل جيد في النقاط التي نوقشت والبدائل التي طرحت. - اعتذرا إذا أخطأتما. - لا تقاطعا بعضكما البعض، بل يجب أن يستمع كل منكما للآخر وأن يعطي للطرف الآخر الوقت الكافي لعرض وجهة نظره. - لا تدعا الجدال يطول فعادةً يكون من الأفضل تقصير مدة الجدال واستئنافه في وقت لاحق مع الاتفاق على ألا يحمل أي منكما للآخر أي ضغينة خلال هذه المدة. - لا تستسلما وتنسحبا في وسط المجادلة أو المناقشة كما لا يجب اللجوء للتهديدات مثل التهديد بالانفصال. فعادةً تكون هذه التهديدات غير واقعية، وتوسع حجم الشقاق ولا تؤدي إلى الوصول لأي حلول. - لا تستخدما أسلوب السخرية والتقليل من شأن بعضكما البعض، فهذا سيزيد من مشاعر الضيق عندكما. - لا تسعيا للانتصار، بل لإنجاح علاقتكما الزوجية وتذكرا أن تنهيا الجدال وكل منكما يشعر بالانتصار. - لا تنسيا التسامح ولا تجعلا كبريائكما يمنعكما من طلب السماح. - لا تنسيا أن أغلب المشاكل عادةً ما يكون لها أكثر من حل، المهم هو الوصول للحلول التي ترضى الطرفين.