تأهل المنتخب النيوزيلندي إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم بعد أن فاز على المنتخب البحريني بهدف دون رد في مباراة الإياب ضمن الدور الفاصل من التصفيات الحاسمة، وكان المنتخبان قد تعادلا في مباراة الذهاب التي أقيمت في المنامة بدون أهداف ليفوز النيوزيلنديون بمجموع المباراتين. وسجل «روري فالون» في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول هدف التأهل لنيوزيلندا، وأهدر المدافع «سيد محمد عدنان» ركلة جزاء للبحرين كانت كفيلة بتأهل المنتخب الخليجي لأول مرة في تاريخه إلى المونديال بعد أن صدها الحارس «مارك باستون». بذلك يكون المنتخب النيوزيلندي الملقب بالأبيض قد تأهل إلى المونديال لثاني مرة في تاريخه، علما بأن المرة الأولى كانت في مونديال إسبانيا عام 1982، ويومها شارك النيوزلنديون في المجموعة السادسة بجوار اسكتلندا والاتحاد السوفيتي وودعوا البطولة بعد أن تذيلوا مجموعتهم بدون رصيد من النقاط. وللمرة الثانية على التوالي يواجه البحرين المصير ذاته، بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل إلى مونديال ألمانيا 2006، لكنه أهدر فرصة تحقيق الانجاز على أرضه عندما خسر من رابع منطقة الكونكاكاف في حينها منتخب ترينيداد وتوباغو بهدف دون رد في الإياب، بعد أن كان عاد من بورت أوف سبين بنتيجة «1-1» ذهابا. ومع فشل منتخب البحرين في التأهل، ستغيب منتخبات عرب آسيا الغائب الأبرز عن مونديال 2010، وهي التي واظبت على الحضور في كأس العالم منذ 1982 عبر الكويت، ثم العراق في 1986 والإمارات في 1990 والسعودية أعوام 1994 و1998 و2002 و2006. وتقتصر الحصة الآسيوية في المونديال المقبل على أربعة منتخبات هي استراليا واليابان وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية. وشاركت استراليا في مونديال ألمانيا ممثلة لأوقيانوسيا بدأت بعده خوض غمار المنافسات والتصفيات في القارة الآسيوية. الشوط الأول بدأ المنتخب البحريني مهاجما وحصل على ركلتين ركنيتين في الدقائق الثلاث الأولى، في حين بدا تراجع أصحاب الأرض إلى الدفاع عن منطقتهم في مستوى مشابه لما قدموه في مباراة الذهاب في المنامة. أولى المحاولات البحرينية على مرمى الحارس النيوزيلندي «مارك باستون» كانت من كرة للمخضرم «سلمان عيسى» في الشباك الجانبي من الجهة اليمنى في الدقيقة الرابعة، رد عليه «بن سيغموند» بمتابعة رأسية في الشباك العلوي. وكانت المهمة واضحة للمنتخبين بعد حماسة الدقائق الأولى، إذ أن حسن التمركز والانضباط الدفاعي كانا ميزة الطرفين اللذين يعرف كل منهما الآخر جيدا، فغلب الأداء التكتيكي على تحركاتهما وكأن كل لاعب يعرف مهمته تماما في حالتي الدفاع أو الهجوم. واندفع النيوزيلنديون إلى الهجوم معتمدين على الاختراق عبر الأطراف وتمرير الكرات العالية، وأبعدت العارضة البحرينية كرة هدف لهم إثر كرة قوية سددها «كريس كيلن» من خارج المنطقة في أخطر محاولة منذ بداية المباراة. وتحكم أصحاب الأرض بالمجريات نحو ربع ساعة لكن التركيز البحريني كان عاليا وحال دون تهديد فعلي لمرمى «محمد السيد جعفر» باستثناء المحاولات من خارج المنطقة، ولم يغفل البحرينيون الناحية الهجومية أيضا خصوصا عبر «جيسي جون» الذي سدد كرة قوية كان لها الحارس «باستون» بالمرصاد. وكانت التمريرات العرضية والمتابعات الرأسية لنيوزيلندا خطيرة من حين إلى آخر، وكادت الدقيقة 41 تحمل هدفا إثر كرة من الجهة اليسرى تابعها «كريس كيلن» برأسه من دون مضايقة لكن «محمد السيد جعفر» كان في المكان المناسب لإبعاد الخطر. وخطف منتخب نيوزيلندا هدفا ثمينا في الثواني الأخيرة من الشوط الأول عندما تطاول لكرة من ركلة ركنية من الجهة اليمنى وأودعها برأسه في الشباك لم يتمكن الحارس البحريني من إبعادها هذه المرة. الشوط الثاني نزل المنتخب البحريني مهاجما في الشوط الثاني لأنه كان مطالبا بالتسجيل قبل فوات الأوان وسنحت له فرصة ذهبية لأدراك التعادل، وهي نتيجة تؤهله إلى النهائيات، حين حصل على ركلة جزاء فشل «سيد محمد عدنان» في ترجمتها إلى هدف. ففي الدقيقة 51، مرر «عبد الله فتاي» كرة إلى «عبد الله عمر» في الجهة اليمنى من داخل المنطقة فتعرض إلى العرقلة ليحتسب حكم المباراة الأوروغوياني «خورخي لويس ريوندي» ركلة جزاء انبرى لها «سيد محمد عدنان» ووضع الكرة سهلة وقريبة من الحارس «باستون» الذي سيطر عليها وأبقى على تقدم منتخبه. وتواصل الحصار البحريني للمنطقة النيوزيلندية ما دفع بالمدرب «ريكي هربرت» إلى التنبه للأمر فأشرك «أندرو بارون» بدلا عن «مايكل ماكغينشي» وأوكل إليه مهمات دفاعية أملا في الحفاظ على التقدم حتى النهاية. ثم زج مدرب منتخب البحرين التشيكي «ميلان ماتشالا» بالمهاجم «إسماعيل عبد اللطيف» مكان المدافع «فوزي عايش» في محاولة لتكثيف الناحية الهجومية أملا في خطف هدف التأهل. ومع اقتراب المباراة من دقائقها العشر الأخيرة من دون أي تغيير في نتيجتها، دفع «ماتشالا» أيضا ب «محمود عبد الرحمن» بدلا من «سيد محمود جلال»، مستفيدا من معظم أوراقه الهجومية في ظل غياب «علاء حبيل» و«حسين علي» بسبب الإصابة. وترك انطلاق البحرينيين إلى الهجوم مساحات واسعة كاد منتخب نيوزيلندا يستفيد منها في الهجمات المرتدة، ففي خضم الاندفاع البحريني للتسجيل، كانت انطلاقة مرتدة لنيوزيلندا تثمر هدفا ثانيا حين وصلت الكرة إلى «روري فالون» الذي سددها قوية من مسافة قريبة فوق المرمى. والتبديل البحريني الثالث كان بدخول «أحمد طالب» مكان «محمد حبيل» في الدقائق الخمس الأخيرة لكنه لم يحمل جديدا حتى صافرة النهاية.