أكد «الطيب بلعيز»، وزير العدل حافظ الأختام ليلة أمس الأول، أن "الظروف التي يمر بها العالم العربي وحاجته لتخطي هذا الواقع المحتوم تستلزمان منا مزيدا من اليقظة والوعي بضرورة تنسيق مواقفنا وجهودنا لحماية مصالح أمتنا العربية والمحافظة على ثوابتها ومقوماتها الأساسية إزاء التحديات تواجهنا وتستهدفنا". وأضاف «بلعيز» -في كلمته التي ألقاها أمام الدورة ال25 لمجلس وزراء العدل العرب- "أن توحيد الصفوف العربية وتفعيل إرادتها الذي أضحى حتمية تفرضها التطورات المتسارعة في العالم بما تفرزه من تحديات فكرية واجتماعية وأخلاقية واقتصادية وما صارت إليه بنتائجها وآثارها من تغيير في موازين العلاقات الدولية والمعاملات البينية، وهو مناط القوة التي نروم تعزيزها بتكتلنا وتلاحمنا في مواجهة هذه التحديات والتفاعل مع المتغيرات المستحدثة"، وأوضح الوزير أن مجلس وزراء العدل العرب الذي هو أحد أهم المجالس المتخصصة وموضع ثقة القادة العرب فيما هو منوط به من أحداث فضاء قانوني وقضائي عربي موحد مطالب من موقع مسؤولياته بالاضطلاع بدوره في دعم تعاوننا العربي والمساهمة في إيجاد الآليات التي تكفل لنا القوة والفعالية لإحداث تغيير إيجابي يخدم مصالحنا المشتركة في مواجهة التحديات الآنية منها والمستقبلية"، وأكد «بلعيز» أن الاتفاقيات وجملة القوانين الاسترشادية التي أفضت إليها الدورات السابقة للمجلس هي "الآليات القانونية الضرورية والمناسبة لتعزيز أمن واستقرار مجتمعنا العربي وحمايته مما يحاك له من دسائس ومكائد أو يحذق به من مخاطر الإجرام بمختلف أشكاله وصوره، وأضاف أن هذه الآليات التي ينبغي اعتمادها أساسا لكل تعاون ثنائي أو جماعي بيننا واتخاذها مرجعية عربية موحدة في التصدي لأي تجاوز أو تعنّت من الغير وخاصة في مواجهة الصكوك والقرارات الدولية التي لا تخدم مصالحنا وأقطارنا وشعوبنا العربية وتتعارض مع أسس ومبادئ العلاقات الدولية، وذكر وزير العدل حافظ الأختام أن المتتبع للشأن الدولي يلاحظ استفحال اللجوء إلى بعض الممارسات غير المبررة التي صارت تطال شعوبا وأمما هنا وهناك تحت غطاء بعض مؤسسات المجتمع الدولي انطلاقا من رؤى خاطئة والتي من بينها على سبيل المثال ربط الإرهاب المقيت بالدين الإسلامي الحنيف وعدم تمييزه عن الكفاح المشروع للشعوب ضد الاستعمار وقوى الدمار وما إلى ذلك من محاولات تسييس مبادئ العدالة الدولية وفرض تطبيقها بمعايير مزدوجة، "إن هذه الممارسات تتطلب منا -يضيف «بلعيز»- ضرورة الحد منها والوقوف حيالها والالتفاف والتشبث بصكوك جامعتنا العربية وثوابتها المستمدة من ثقافتنا الأصيلة المعبرة عن مثلنا وقيمنا وعن الأسس والمبادئ الإنسانية المشتركة".