الأيام الجزائرية هاليفاكس ( وكالات): قال وزير الدفاع الأمريكي "روبرت غيتس" الجمعة أن على الولاياتالمتحدة وشركائها التأكد من أن المساعدة المخصصة للتنمية والعقود الممنوحة في أفغانستان لن تستخدم لتغذية الفساد المزمن في هذا البلد. وفي مؤتمر صحافي عقده على هامش ندوة دولية حول الأمن، في "هاليفاكس" بكندا، قال أن "الوجود الدولي في أفغانستان أدى إلى تدفق كبير لدولارات وعقود المساعدات وغير ذلك". وأضاف "ولذلك، يبدو لي أن نقطة البداية بالنسبة إلينا هي معالجة الفساد الذي يمكن أن يرتبط بالعقود التي نبرمها أو العمل الذي نقوم به ومشاريع التنمية التي ننفذها بالشراكة مع آخرين بما في ذلك مع الأفغان". وقال "اعتقد أن النقطة التي يجب أن نبدأ منها هي النقطة التي لنا فيها نفوذ اكبر، وذلك يعني تقديمنا للأموال". وتأتي التصريحات التي أدلى بها "غيتس" في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكندي غداة تنصيب الرئيس الأفغاني "حميد كرزاي" لولاية ثانية الخميس. ويعد موقف "غيتس" هذا تأكيداً لموقف وزيرة الخارجية "هيلاري كلينتون" التي قالت في كابول هذا الأسبوع أن على الدول المانحة أن تكون مسؤولة في توزيعها الأموال. وأضافت "تماما كما ندعو إلى مساءلة الآخرين، سنخضع أنفسنا للمساءلة كذلك". وواجه "كرزاي" انتقادات دولية منذ اتضاح حجم التزوير في الانتخابات الرئاسية ومستوى الفساد بين المسؤولين في أفغانستان. وتعهد "كرزاي" في كلمة ألقاها في مراسم تنصيبه القضاء على الفساد وعلى إنتاج وتهريب المخدرات، والعمل من اجل إنهاء تمرد طالبان، وكذلك العمل على تقوية قوات الأمن بحيث تستطيع تسلم المسؤولية الأمنية من القوات الدولية خلال خمس سنوات. وينتشر أكثر من 100 ألف جندي من الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان لمقاتلة طالبان التي أصبحت أكثر قوة خلال الأشهر الماضية، إذ ناهز عدد الضحايا في صفوف الجنود الأجانب 500 قتيل هذا العام فقط. وسئل "غيتس" عن قدرة القوات الأمريكية للحلول محل آلاف الجنود الهولنديين والكنديين الذين من المقرر أن يغادروا أفغانستان في 2010 و2011، فأجاب أن الوضع "تحت السيطرة". وقال أن "الجنرال (ستانلي) "ماكريستال" (قائد القوات الدولية في أفغانستان) يخطط تبعا لذلك"، فيما سيتخذ الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الأسابيع المقبلة قرارا حول إرسال عشرات آلاف الجنود الإضافيين إلى أفغانستان. ورغم كل شيء، دعا "غيتس" من جديد الجمعة حلفاء الولاياتالمتحدة إلى "القيام بكل ما في وسعهم" للمساهمة في المجهود الحربي. وقال "ندعو حلفاءنا الآخرين وأصدقاءنا إلى القيام بكل ما في وسعهم لخدمة هذه الحملة النبيلة والضرورية، وهو جهد سيتطلب في المستقبل مزيدا من الالتزام ومزيدا من التضحية ومزيدا من الصبر". وأكد وزير الدفاع الكندي "بيتر ماكاي" أن "الولاياتالمتحدة ساهمت مساهمة كبيرة" في أفغانستان، داعيا إلى مزيد من الجهود من جانب البلدان الأخرى الحليفة. ورداً على سؤال عن إمكانية وضع جدول زمني للخروج من أفغانستان، لم يقدم "غيتس" إجابة واضحة، معتبراً أن "هذه اللحظة رهن بالظروف الميدانية، لكن الجميع يأمل في أن يحصل ذلك في أسرع ما يمكن".