رحّبت إدارة البيت الأبيض باقتراح الجزائر لتجريم الفدية التي تقدّمها الحكومات لإطلاق سراح رعاياهم المختطفين من طرف الجماعات المسلحة، حيث تمكّن وزير الشؤون الخارجية «مراد مدلسي»، خلال زيارته الأخيرة إلى الولاياتالمتحدة من إقناع مسؤولين سامين هناك ومن بينهم كاتبة الدولة الأمريكية «هيلاري كلينتون»، بالاقتراح الذي يدخل في إطار مكافحة الإرهاب. كشف وزير الشؤون الخارجية «مراد مدلسي»، الذي يقوم بزيارة إلى واشنطن، أنه تطرّق في حواره مع «كلينتون» إلى أهم القضايا الدولية والإقليمية الراهنة، كما تدارسا سُبل تعزيز التعاون بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية، قائلا إنه تم التركيز أكثر على التعاون المشترك بين البلدين في شقين أساسين هما الجانب الأمني والجانب الاقتصادي، كما أوضح أن حوارهما المتعلق بالجانب الأمني تعلّق باستقرار المنطقة المُرتبط بظروف التنمية ونتائج التنمية والإجراءات التي تأخذ بالشأن العسكري والآني المحض. وعن التعاون الأمني بين البلدين، لاسيما المتعلّق بمكافحة الإرهاب في القارة الإفريقية، قال الوزير إن لهذا الجانب أرضيته الموضوعية، فأولا لابد أن نتعاون على مستوى الإمكانيات البشرية، وفي هذا الباب يصبح التكوين للطرفين قطبا رئيسيا للتعاون، كما أن هناك أجهزة يجب أن تُجنّد كي نعمل بصفة ناجعة ونتمكّن من تجنيد المعلومات الكافية وبصفة استعجالية وهذا القطب الثاني من التعاون، ويعتبر الطرفان أنه ممكن جدا أن يتوسّع هذا التعاون وأن يتكثّف بصفة مستمرة، وهي رغبة المسؤولين على أعلى مستوى في الولاياتالمتحدةالأمريكية حسب الوزير. وفي هذا الصدد، تنوي الجزائر تقديم مشروعها المتعلّق بتجريم الفدية التي تقدّمها الحكومات لإطلاق سراح رعاياهم المختطفين من طرف الجماعات المسلحة، لمجلس الأمن بالأمم المتحدة، حيث تعتبر من خلاله أن تقديم الفدية بغرض تحرير الرهائن، هو شكل من أشكال تمويل ودعم الإرهاب وزعزعت استقرار الدول، وبهذا الترحيب الأمريكي، يرتفع عدد الدول المساندة إلى ثلاثة، حيث سبق لبريطانيا وروسيا أن أعلانا قبولهما للمشروع، وبه ترتفع نسبة حظوظ تبنّيه على مستوى مجلس الأمن، باعتبار هذه الدول أعضاء دائمين به. وللتذكير، القلق المتعلّق بدفع الفدية بدأ يتجلّى بعد قضية اختطاف السواح الألمان عام 2003، وفي جويلية 2009، أكّد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، «عبد المساهل»، أن تمويل الجماعات الإرهابية يأتي بشكل كبير من الفدية التي يجمعها هؤلاء من خلال عمليات الاختطاف. وبغرض مواصلة مساعي الجزائر الرامية لتجريم الفدية، تطرّق «مراد مدلسي» بواشنطن خلال الأسبوع الجاري، للوضع الأمني بمنطقة الساحل والشمال الأفريقي، أين تعتمد الجماعات الإرهابية المسلحة في نشاطها على الاختطاف والقرصنة، حيث تم استقباله من طرف الجنرال «جيمس جون»، مستشار الرئيس الأمريكي «أوباما»، المكلّف بالأمن الوطني، إلى جانب «أنتوني بلينكن»، مستشار نائب الرئيس «جو بادن»، المكلف بقضايا الأمن الوطني، واستقبل كذلك من طرف «دنيال بنجامن»، المنسّق المكلّف بمكافحة الإرهاب بكتابة الدولة الأمريكية. وعن اتفاقية السماء المفتوحة التي تقضي فتح خطّ جوّي يربط الجزائر بنيويورك، أقرّ «مدلسي» بعدم وجود إطار زمني محدد لتطبيقها، مؤكدا أن المفاوضات لا تزال جارية وهي مفاوضات تحيلنا إلى أخرى أوسع، تتعلق بانضمام الجزائر لمنظمة التجارة العالمية ونحن نأمل في أن يتفهّم الشريك الأمريكي مواقف الجزائر في هذا الشأن.