فنّد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، بشكل قطعي أن يكون اللقاح الذي استوردته الجزائر لمواجهة فيروس انفلونزا الخنازير "خطرا على المواطنين"، وقال إن سلطات بلادنا لم تلجأ إلى استيراده إلا بعد أن تأكدت من صلاحيته، كما كشف أيضا أن بحوزة الجزائر لقاحا إضافيا يسمى "زاميفير" يعتبر هو الآخر فعّالا لمواجهة هذا الوباء. لم يتردّد السعيد بركات في التأكيد بأنه بناء على عدد الإصابات التي تم إحصاؤها حتى الآن "يمكن أن يرتفع الرقم ليمتد الفيروس إلى حوالي 10 بالمائة من الجزائريين مع بداية العام الجديد" وهو ما يعادل بعملية حسابية أكثر من 3 ملايين مواطن، وذهب إلى حد القول بأن 1 بالمائة من هذه النسبة، وهو ما يعادل 3600 شخص، ستكون حالاتهم مستعصية، معلنا أن الجزائر تمتلك أيضا دواء آخر لمعالجة هذا المرض في مخازنها حيث لم يتم الإعلان عنه قبل هذا لكنه جاهز للاستعمال ويسمى "زاميفير". واتهم وزير الصحة لدى نزوله أمس ضيفا على حصة "تحولات" للقناة الإذاعية الأولى، بعض الفضائيات ووسائل الإعلام بمحاولة الترويج لفرضيات لا أساس لها من الصحة تتعلق بلقاح فيروس "أش 1 أن 1" وهو ما يغذي، حسبه، مزيدا من المخاوف لدى المواطنين، وعليه فإن بركات طمأن بأنه "لا خطر من هذا اللقاح الذي تنصح به المنظمة العالمية للصحة"، مشيرا إلى أن الكمية المستوردة تكفي فقط حوالي 60 بالمائة من المواطنين وهي النسبة التي حدّدتها المنظمة العالمية. واعترف السعيد بركات بوجود أعراض جانبية غير مرغوب فيها يمكن أن تظهر مباشرة بعد تلقي اللقاح خاصة لدى الأشخاص الذين لهم حساسية تجاه "البيض"، وأفاد في هذا السياق بأن هناك 10 آلاف وحدة تم تخصيصها للتلقيح يشرف عليها أطباء مختصون في المجال، حيث يتم إخضاع المريض لفحص قبلي، إلى جانب فحص ثان أثناء التلقيح وآخر بعد مرور نصف ساعة من أخذه لهذا اللقاح. والأكثر من ذلك فإن وزير الصحة أوضح أن عملية التلقيح مجانية وستنطلق بعد انتهاء تحليل الكمية على مستوى مخابر معهد باستور ليشرع في توزيعه على كافة المؤسسات الاستشفائية بما فيها العيادات الخاصة، وقال إن هذا التلقيح ليس إجباريا وإنما ينصح به لتفادي أي خطر، وأعطى المتحدث الأولوية لعملية تلقيح الطلبة والتلاميذ وكافة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 أشهر و24 عاما، محذّرا من تلقيح الرضع الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر لأن ذلك يعرضهم للخطر. وبقدر ما نفى الوزير ظهور مرض جديد تم الترويج له باسم "انلفونزا الماعز"، انتقد لجوء وسائل الإعلام الوطنية إلى التهويل في وقت كان دورها التهوين وفق ما جاء على لسان بركات الذي عاد للتذكير بالإمكانيات التي سخرتها الدولة لمواجهة انتشار الفيروس من خلال تخصيص غلاف مالي بقيمة 12 مليار دينار لمحاربة هذا الوباء، مشيرا إلى أنه تم حتى الآن اقتناء 200 مليون قناع بالإضافة إلى توفير 1040 سرير إنعاش أي بما يكفي لحوالي 7 ملايين ونصف شخص مصاب.