أفادت دراسة جديدة استغرق إعدادها نحو عشرين عاما، أن الأطفال الذين لا يعرفون الخوف عندما يكونون في الثالثة من العمر قد يدخلون عالم الجريمة عندما يبلغون سن الرشد، لكن الدراسة أشارت أيضاً إلى عوامل أخرى قد تلعب دوراً في تكوين شخصية الطفل المتمردة والميالة للعنف والجريمة، مثل تدني التحصيل العلمي للآباء والعدد الكبير لأعضاء العائلة وسوء التغذية. حيث صرح "يو غياو" وهو باحث مشارك في قسم علم الإجرام، أنه ليس بالإمكان تطبيق هذه النظرية 100%، مضيفا "ليس كل الذين يواجهون ظروفاً رديئة سوف يصبحون بالضرورة مجرمين، كما أن ليس كل المجرمين يشعرون بالخوف في مراحل نموهم المبكرة". حيث أجرى علماء قبل نحو عشرين سنة تجربة على حوالي 1800 طفل من جزيرة موريشوس في المحيط الهندي عندما كانوا في الثالثة من العمر وذلك بإسماعهم نوعين من الأصوات احدهما قصير على شكل زغاريد والآخر عميق ولطيف من أجل معرفة تأثيرهما عليهم ثم قاسوا الاستجابات الجسدية للأطفال من خلال وضع أقطاب كهربائية على السبابة والإصبع الوسطى فشعر بعضهم بالخوف وتصبب عرقاً عند سماعه للأصوات المرتفعة فيما لم يبد آخرون مثل هذا الخوف. من جانبها، طمأنت اختصاصية في التحليل النفسي إلى أن الطفل الذي يعاني خللا في عمل الدماغ في مرحلة مبكرة "لا يعني بالضرورة أنه سوف يصبح مجرماً عندما يكبر لأن الدماغ يمكن أن يتغير خلال مراحل النمو".