في أول اعتراف من جانبه بتأثير العقوبات الدولية على الاقتصاد الإيراني، قال الرئيس الإيراني أحمدي نجاد: “إن التراجع الكبير للعملة الإيرانية حالياً سببه العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة على طهران”، مضيفاً “هناك حرب نفسية تواكب الضغوط الدولية الخارجية”. ونفى نجاد في مؤتمر صحافي في طهران وجود نقص في العملة الصعبة في السوق الإيراني”، وقال: “إن البنك المركزي الإيراني يحاول توفير كل الطلبات على العملة الصعبة”. وتأتي تصريحات نجاد في ظل التراجع الكبير والمتواصل للريال الإيراني خلال الفترة الأخيرة، والذي تصاعدت وتيرته خلال اليومين الأخيرين. وأضاف “خلال فترة طويلة يشهد السوق مثل هذه التغيرات، وظهور المشكلة حالياً يأتي نتيجة عاملان مهمان: الأول من الخارج، والآخر من الداخل، فالعدو أعلن مقاطعة النفط، ونحن نحصل على جزء كبير من العملة الصعبة من النفط، بالإضافة إلى النقطة الأهم وهي منع التبادلات المصرفية، والتي تمنعنا إذا قمنا ببيع كمية من النفط من الحصول على العملة الصعبة”. يذكر أن الريال هبط 9% على الأقل ليصل إلى مستوى قياسي مقابل الدولار الأمريكي اليوم الثلاثاء، في حين قال وزير الصناعة إنه يأمل أن تتصدى الأجهزة الأمنية للمضاربين المتسببين في تراجع العملة. وقال متعامل في طهران ل”رويترز” إن سعر الريال بلغ نحو 37 ألفاً و500 ريال للدولار انخفاضاً من نحو 34 ألفاً و200 ريال في نهاية ساعات العمل أمس الاثنين. وقال متعاملون آخرون في طهران إن الريال هبط أكثر إلى 38 ألفاً أو 40 ألف ريال. وفقدت العملة الإيرانية نحو ثلث قيمتها منذ يوم الاثنين من الأسبوع الماضي، حين افتتحت الحكومة مركزاً للصرف يهدف إلى تحقيق الاستقرار للريال من خلال تقديم الدولارات للمستوردين، لكن يبدو أنه أحدث أثراً عكسياً. وأضاف نجاد “هناك حرب خفية شاملة على مستوى العالم ضد إيران، وإخواننا في البنك المركزي يحاولون الحصول على بعض السبل لمواجهة هذه الحرب، التي نجحت في تخفيض كميات النفط التي نبيعها، ونحن سنتفادى ذلك”. وقال “إن النقطة الأخرى التي تتسبب في الأوضاع الحالية تأتي من الداخل، والمتعلقة بأسواق العملة في إيران، وكذلك الحرب النفسية التي تواكب ضغوطاً على الشعب الإيراني”. وتضرر الاقتصاد الإيراني بشدة هذا العام جراء العقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة بسبب البرنامج النووي الإيراني. وأدت العقوبات إلى انخفاض صادرات النفط الإيراني وحجبت إيران عن أغلب النظام المصرفي العالمي. ونتيجة لذلك سارع الإيرانيون إلى تحويل مدخراتهم بالريال إلى العملة الصعبة، ما جعل التراجع يتفاقم.