كشف عدد من ضباط مباحث بالقاهرة المشاركين فى القبض على الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، عن تفاصيل العملية، والتى تمت تنفيذا لقرارات النيابة الصادرة بحقه فى قضايا مختلفة خاصة بقتل المتظاهرين، والتحريض على قتلهم فى أحداث مختلفة، والطريف أن عملية ضبطه فى ذات اليوم الذى يشهد عيد ميلاد الرئيس السابق محمد مرسى. وأكد أحد الضباط المشاركين فى العملية أن البداية كانت بتلقى ضباط مباحث قسم أول مدينة نصر معلومة من مصادرهم السرية عن تواجد الدكتور محمد بديع داخل شقة مستأجرة فى العقار 84 بشارع الطيران، وتم إخطار اللواء أسامة الصغير، مساعد أول الوزير لقطاع القاهرة، والذى قاد بنفسه المأمورية الأمنية التى شارك فيه رجال مباحث القاهرة بقيادة اللواء جمال عبد العال، مدير المباحث، ورجال العمليات الخاصة، لمداهمة الشقة. وأضاف الضابط الذى ذكر رفض اسمه أنه فور مداهمتنا للشقة التى يوجد بها المرشد العام، لم تستغرق القوات أكثر من ثوان، وتم اقتحام الشقة دون أن يشعر أحد، واكتشفنا أنه غارق فى النوم، وكان يرتدى تيشيرت أبيض سادة وبنطلون أبيض، وفور استيقاظه استمر قرابة دقيقة كاملة ينظر إلى القوات المتواجدة بغرفة نومه، دون أن يبدى أى اندهاش من الموقف، ووصف الضابط حالة المرشد بأنه كان مهيأ نفسيا للقبض عليه فى أية لحظة، وهو جعله لم يبدِ أى رد فعل تجاه القوات أثناء ضبطه. وأشار الضابط إلى أن مرشد الإخوان خرج بكل هدوء من غرفته مع القوات، بعد أن طلب ارتداء جلبابه المتواجد بجوار السرير، ولم يتلفظ بأية كلمة أخرى، حتى اصطحبوه إلى صالة الشقة، وهنا سمحت له القوات بالجلوس لحين تفتيش الشقة، وطلب فى ذلك التوقيت أن يشرب، وبالفعل جلبت له القوات زجاجة مياه وأعطتها إياها، ولم يطلب إحضار أى من متعلقاته التى كانت بحوزته داخل الشقة. وأكد الضابط أن القوات تمكنت أيضا فى ذلك الوقت من القبض على شخصين، أحدهما بصحبه المرشد داخل الشقة، يدعى عبد الرحمن سيد، مدرس فى مدرسة الدعوة الإسلامية ببنى سويف، والآخر يدعى "عمرو رياض" طالب فى إحدى أكاديميات منطقة التجمع الخامس وابن شقيقة القيادى الإخوانى حازم فاروق، والذى تم إلقاء القبض عليه خلال الأيام الماضية. وكشف الضابط أن الشخصين اللذين كانا يرفقان مرشد جماعة الإخوان فى شقته تم ضبطهما، وهما نائمين فى غرفة مجاورة له، ولم يشعر أحد منهما بعملية دخول القوات التى داهمت الشقة فى ثوان معدودة، مشيرا إلى أن عملية تفتيش الشقة لم تسفر عن ضبط أى أسلحة نارية أو بيضاء بحوزة محمد بديع مرشد جماعة الإخوان المسلمين، أو من تم ضبطه بصحبته داخل الشقة، موضحا أنه تم اقتياد المرشد ومن ضبط بصحبته داخل مدرعة شرطة وسط حراسة أمنية مشددة، مؤكدا أن تلك العملية جاءت كثانى عمليات القبض على المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيس الجماعة. من جانبها كشفت تحريات رجال مباحث القاهرة أن الشقة التى تم مداهمتها من قبل قوات الأمن، للقبض على مرشد الإخوان المسلمين استأجرها من القيادى الإخوانى الدكتور حازم فاروق، عضو مجلس الشعب المنحل عن دائرة شبرا. وفى ذات السياق أكد مصدر أمنى مسئول بقطاع مصلحة السجون، أن المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وصل فى تمام الساعة الرابعة فجر اليوم الثلاثاء، وسط حراسة أمنية مشددة إلى منطقة سجون طره، حيث تم إيداعه بسجن ملحق المزرعة فى زنزانة انفرادية بالسجن. فيما شنت الأجهزة الأمنية عدة حملات موسعة لملاحقة قيادات تنظيم جماعة الإخوان، وتم القبض على قياديين بالجماعة فى منطقة المعادى، كما قامت الأجهزة الأمنية بالشرقية بمداهمة منزل الرئيس المعزول محمد مرسى بالزقازيق فى يوم عيد ميلاده، للبحث عن عناصر من الإخوان المطلوبة فى قضايا جنائية فى حملة لضبط قيادات إخوانية مطلوب القبض عليها، ولكن لم يعثروا على أحد. كما داهمت القوات شقة أحمد فهمى، رئيس مجلس الشورى السابق، والتى تقع بنفس العمارة التى بها شقة الرئيس المعزول مرسى بمنطقة فللا الجامعة بالزقازيق، حيث يقطن فهمى بالطابق الثالث ومرسى بالطابق السادس، ونجل فهمى المتزوج من الشيماء بنت الدكتور مرسى بالطابق السابع، فضلا عن أحمد شحاتة أمين الحرية والعدالة بالطابق الثانى وآخرين من الإخوان، ونفت قوات الأمن القبض عليه، لأنه لم يكن متواجدا بها، وتواصل الأجهزة جهودها من أجل ضبطه.