أوقف حزب الجبهة الوطنية الفرنسي، المنتمي إلى أقصى اليمين، ترشيح ممثلة له في الانتخابات المحلية بعد فضيحة تسببت بها بتشبيه وزيرة العدل كريستيان توبيرا بالقرد على صفحتها بموقع فايسبوك. شكلت فضيحة تشبيه مرشحة عن حزب الجبهة الوطنية وزيرة العدل كريستيان توبيرا بالقرد صفعة قوية للحزب المناهض للهجرة، الذي يكافح لمواجهة اتهامات بالعنصرية، إذ نشرت آن صوفي لوكلير، المرشحة في بلدة ريثيل بشمال شرق البلاد، صورة مركبة على موقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها قرد تحت عنوان (في سن الثمانية عشر شهرًا) وبجانبها صورة وزيرة العدل وتحتها (حاليًا). ارتفعت شعبية الحزب الذي تقوده مارين لوبان في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات المحلية والأوروبية المقررة العام المقبل، كما فاز بانتخابات تكميلية محلية في مدينة برينيول بجنوب فرنسا الأحد الماضي. لكن هذه الفضيحة أعادت الحزب خطوات إلى الوراء، وحطمت الصورة التي يسعى لتلميعها أمام الرأي العام. وكأنها لم تكتفِ بنشر هذه الصورة العنصرية والمسيئة، قالت لوكلير في حديث إلى القناة الثانية الفرنسية: "أفضل أن أراها أعلى شجرة، إنما ليس في الحكومة، فهي امرأة همجية وتظهر على شاشة التلفزيون بابتسامة شيطانية". وعلى الرغم من هذا الكلام المسيء، أصرت لوكلير على موقفها، وصرحت قائلة: "انا لست عنصرية والصورة التي نشرتها ليست مسيئة، فالبعض من أصدقائي هم من السود". وستواجه لوكلير جلسة استماع تأديبية على الرغم من اقتناعها بأنها غير مذنبة، لكنها في الوقت ذاته وصفت تصريحاتها التلفزيونية ب "الخرقاء". من جهته، قال المتحدث باسم الحزب ستيف بريوس: "في الوقت الراهن، لم تفقد لوكلير عضويتها في الجبهة الوطنية، لكن تم تعليق ترشيحها بانتظار جلسة الاستماع التأديبية". تأتي هذه الفضيحة أيضًا في وقت تسعى فيه زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان لتلميع صورة الحزب، الذي يعرف عالميًا بمعاداته للسامية وكراهية الأجانب. وذهبت لوبان أخيرًا إلى حد رفض وصف الحزب ب "اليمين المتطرف"، وهددت باتخاذ اجراء قانوني ضد الصحافيين الذين يطلقون عليه تسمية من هذا القبيل. لكن يبدو أن مزاعم لوبان ستتطلب الكثير من الجهد لتجد مصداقية لها بعد هذه الكارثة العنصرية، إذ قالت ألين لو بيل كريمر، من جماعة (SOS) المناهضة للعنصرية: "انها فضيحة مروعة، مارين لوبان تعطينا محاضرات عن أن حزبها غير عنصري، لكننا نرى حقيقة هذا الحزب في تصريحات أعضائه". يشار إلى أن حزب الجبهة الوطنية طرد عددًا من أعضائه بسبب ممارساتهم العنصرية أو إبداء تعاطفهم مع النازيين الجدد، منذ تولي لوبان زعامة الحزب في العام 2011 خلفًا لوالدها. وفي الشهر الماضي، علقت الجبهة مرشحًا آخر بعدما نشر صورة لحرق العلم الإسرائيلي في صفحته على موقع فايسبوك. المصدر: ايلاف